الشيخ أحمد أبو المعالي الولي الصالح والسياسي المحنك والعالم القطب (الحلقة الأولى)

حرصا من المدونة على سبر أغوار تاريخ البلدية، ونفض الغبار عن تاريخ أعلامها ، ستبدأ المدونة في نشر تاريخ أعلامها وتدعو كل من لديه معلومة عن علَم من أعلامها موافاتها بتلك المعلومات ممتنة للجميع.

اليوم سنبدأ من حيث يجب أن نبدأ ،نبدأ بشمس الأعلام ،شيخ الشيوخ الولي الصالح العلم الجهبذ السياسي المحنك إنه بلا منازع الشيخ أحمد أبو المعالي رحمه الله وتقبله وسوف تكون على ثلاث حلقات تأتي تباعا:

المصدر: سيدي محمد ولد عبد الدائم ولد الشيخ أحمد أبي المعالي

مـولـده:
حسب رواية الشيخ العربي ولد اليماني في كتابه "عقود اللآلى في كرامات الشيخ أحمد أبي المعالي" أن مولده كان في شوال سنة 1309هـ، إلا أن بعض معاصريه يرى أنه ولد قبل ذلك بنحو ثلاث سنوات.
  نسبه:
هو الشيخ أحمد أبو المعالي بن الشيخ أحمد حضرامي بن أحمد بن محمد بن عبد الدائم بن أحمد بن الطالب اخيار التاكاطي.
أما نسبه من جهة أمه: فأمه هي لال بنت عبد الواحد ولد أعل سالم ولد أعلي من قبيلة لمتونه،(القبيلة التي ما زالت تحتفظ بالاسم القديم لدولة المرابطين)، جدها الإمام الحضرمي دفين تيارت، وهي شريفة من آل البيت.
توفيت أمه في حدود السنة الخامسة من عمره، فحضنته جدته لأمه خديجة بنت الإمام بن مكي اللمتوني الملقبة المسلمة هو وشقيقه الأصغر عبد الباقي، وكانا يزوران والدهما من حين لآخر فيعطيهما الأموال الجزيلة، إلى أن توفي سنة 1319هـ 1899م، وعمره إذ ذاك ما بين 10 إلى 13 سنة.
وقد كانت جدته هذه امرأة حازمة قوية الإرادة، اهتمت به كثيرا، ورأت فيه علامات النبوغ، فكانت تشجعه كثيرا وتقول له: «أرجو أن تكون عالما سيدا وليا»، وتطلب منه أن يقوم لها بأمورها ولا تكلها إلى غيره.
وقد تربى في المنطقة التي تشمل الآن مقاطعات: امبود ومقامه ومونكل.
وقد كان في أيام مراهقته قوي البنية، متماسك الأعضاء، جميل المنظر يعلو وجهه بهاء ظل يصاحبه طيلة حياته، يحسن السباحة، يتكلم اللغات التي في محيطه بالإضافة إلى اللغة العربية وهي: السوننكية والتكرورية، وكان جريئا مقداما ينازع الأسد الشاة وهو وحيد أعزل، لم يعرف المجون والهزل إلى قلبه سبيلا، ولم يصحب أقرانه في المجالس التي تسمع فيها الخلاعة واللهو الماجن، ولم يستعمل الدخان مع انتشاره تلك الأيام.
الجانب العلمي:
بدأ تعلمه كعادة أبناء زمانه من طبقة الزوايا بحفظ القرآن الكريم، وكان يصعب عليه الحفظ في البداية، فلما بلغ سن العشرين فتح الله عليه في الحفظ أما الفهم فكان فيه منتهى الغاية، وقد أسند له شيخه محمد أحمد بن الطالب إبراهيم الفتيا والقضاء ولما يتجاوز العشرين من عمره بعد.
أما النحو فلم يصحب فيه شيخا معينا وإنما درس ملحة الإعراب ثم ألفية ابن مالك على كل من لقي حتى تمكن فيه، وقد قال كلمته المشهورة لمن سأله بعد أن رأى تمكنه في النحو: على من درست النحو؟ فأجابه: ألا يعرف بدون شيخ.
أما غير ذلك من العلوم فقد حصله بالنظر والمطالعة، وقد صار مضرب الأمثال ومحط الأنظار المرجوع إليه في الفتيا ولما يتجاوز عمره الخامسة والعشرين.
شيوخه في العلم:
-       أسند ولد أعمر امبادي اللمتوني (درس عليه القرآن الكريم فقط)
-       ابراهيم ولد عبداوه ولد مكي اللمتوني أيضا
-       محمد المامون ولد نوح الجكني الرمظاني
-       محمد أحمد ولد الطالب ابراهيم التاقاطي (درس عليه الفقه)
-       عبد الله ولد أحمد ولد محمد عينين ولد أحمد ولد الهادي
ولما تضلع من العلوم طلب منه أهله الانتقال إليهم لينتفعوا بعلمه، فاستجاب لهم.
جلوسه للتدريس:
جلس للتدريس تقريبا سنة 1330 هـ، فأقبل عليه الطلاب من كل حدب وصوب، ومنهم من قدم معه من محظرته التي كان يدرس فيها، فبنى لهم خيمة، وأوقف عليهم الأوقاف هو نفسه، ثم جاء الوقف من جهات أخرى، وكان كذلك يصدر الفتاوى التي لا معقب لها.
وقد تخرجت على يديه أعداد كبيرة من العلماء من جميع مناطق البلاد، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:
-       الشيخ محمد الطيب ولد اعل ولد إبراهيم
-       الشيخ محمد المختار ولد اعل ولد إبراهيم اللمتونيان
-       الشيخ عبد الرحمن ولد بلال (ادكجمل)
-       الشيخ محمد عبد الرحمن ولد يحظيه (القناني)
-       الشيخ محمد لخليف ولد محمد أحمد (النجمري).
وقد حضر مؤتمر القضاة الذي عقد في انواكشوط سنتي 62-63 وكان فيه المرجع الأوحد لجميع العلماء الحاضرين.
وقد أخبر عن نفسه أنه كان خلال فترة من حياته يحفظ جميع متون مذهب الإمام مالك بحيث لو غرقت أو أحرقت لأمكنه إملاؤها من حفظه، ثم بعد ذلك أصبح يقتصر على حفظ المشهور فقط.
مؤلفاته:
لقد كان شيخنا الشيخ أحمد أبو المعالي مشغولا بكثير من المهام التي يكفي كل واحد منها لشغل جميع الوقت وحده، فقد كانت تتوزعه مهام التدريس، والتربية، والشؤون  السياسية، والضيافة، والإفتاء، والعبادة.
ولذلك لم يتفرغ للتأليف، ومع ذلك فقد ألف عدة كتب هي عبارة عن أجوبة على أسئلة وردت عليه، وتبلغ نحو العشرة، إلا أن الموجود منها سبعة فقط، وهي:
1-    النقول الشافية في إبطال حجج مدعي المعية الذاتية (في العقيدة)
2-    مزيل الإشكال عن صلاة أهل الأحوال (الفقه والتصوف)
3-    الجواب المستنار عن سؤال سيدي المختار (التصوف)
4-    أنيس المشتاقين في ذكر أحوال العاشقين لذكر الله والنبيئين (التصوف)
5-    النفثة الروحانية (التصوف)
6-    حق المؤمن على المؤمن (أجوبة عن أسئلة وردت من معاصره أواه بن الطالب إبراهيم)
7-    جوابين عن حكم رفع الصوت بالذكر في المسجد، وحكم الذكر بالاسم المفرد.
بالإضافة إلى فتاوى كثيرة لم تجمع بعد.


يتواصل بحول الله
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق