كلام في الحملة (رأي حر)


يقلم :  الشيخ أحمد

في وقت يبلغ فيه التنافس بين المرشحين ذروته تزداد عصبية المناضلين و المناصرين فمن ليس معي فهو ضدي وكلامه مجرد محض هراء, لا يجب أن يكون الأمر كذلك خاصة عند ما يتعلق  الأمر بالشباب، فالشباب عليه أن يكون أكثر فهما للسياسة وصداقتها  واختلاف الرأي فيها, ومن المعروف أن اختلاف التوجه فيها لا يفسد للود قضية ,كل يعمل حسب فلسفته الشخصية ورؤيته للواقع ,هذ بغض النظر عن الوقائع التي تتكلم لنفسها.

ما هو جد يد هذه المرة  هو ولوج الإنترنت إلى الساحة السياسية في منطقتنا التي كانت معزولة عن الأضواء, فأتاحت بوابتها فرصة لنقل الأحداث فور حدوثها, إضافة  إلى المساحة التي توفرت للجميع للتعبير عن أشيائهم و أشيا نهم. هذ الفضاء الجديد هو مرآت للواقع على الأرض لذلك ليس من الغريب أن يحاول كل منا عرض مواقفه, لكن من الغريب  استخدام عبارات فيها التجريح أو التنابز بالألقاب في تغريداتنا على مواقع التواصل الإجتماعي خاصة الفيسبوك فهكذا تصرفات تعيدنا إلى زمن "اللائحة الحمرة واللائحة الخضرة".

لنكتب ما نراه صوابا ولنترك الآخرين يكتبون, عندها يبدأ صراع الأفكار وليس صراع الأشخاص, فمن المفروض أن نكون على سعة من التفقه في واقعنا تسمح لنا بطرح آرائنا والدفاع عن مواقفنا وتصرفاتنا بعيدا عن الكتابة على خط الشخصنة والتجريح, والكل يعلم أن فرصة الحملة هي فرصة نادرة لا تتكرر إلا بعد خمس أوسة سنوات فهي فرصة لتقييم الماضي واستشراف المستقبل خاصة ونحن اليوم تجمعنا غرفة العالم الإفتراضي,  الشيء الذي  كان غائبا في الزمن الماضي. فإن  كان كل منا ينزوي في مقرات حزبه وساحاته فقد تجمع الإنترنت و إعلامها ما فرقت السياسة.

  يذكر المفكر الكبير والفيلسوف نوام تشومسكي عشرة مسائل يمكن للإعلام إحداثها في المجتمع وأهم هذه المسائل هي قدرته على إحداث توتر ما في بعض شرائح المجتمع وذلك عند تناوله للمادة الإعلامية  لكن عند الإعلام القدرة الكاملة على معالجة التوتر وإذابته من خلال فتح الفرصة للجميع في ما يسميه تشومسكي ب مشكلة-إرتكاس أو ردة فعل-حل  “problem -reaction- solution “و نطلاقا من فهمنا لخصوصية الإعلام فلا يجب أن يفسد علينا فرصة  تلاقي الأفكار التي يتيحها لنا. فالإعلاميون يبحثون عن المادة فحسب.


شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق