الداعية سيدبوي ولد محمد الأمين..إخواني بألف رجل (الحلقة الأخيرة)

إعداد : مدونة صنكرافة

تعلق المرحوم سيدبوي بفكر الإخوان كثيرا، وسرى معه في ذلك طيف من الشباب المتحمس الذي رأى فيه خلاصا من ضبابية الفكر و معينا على الالتزام و التكوين الشخصي.

لربما في إحدى جلسات الإخوان المتعددة قرأ عليهم "المنطلق" العام لدعوتهم،  فاغترفوا من   "الرقائق" و "رسائل العين" و "مواعظ داعية" لينطلقوا في "صناعة الحياة" و تحديد "المسار"، أو لربما ساروا في "آفاق الجمال"،أو "موسوعة الدعوة والجهاد"، أو لربما استشرفوا "عودة الفجر" من خلال "العوائق".

أو لربما قرروا السير في حدائق الشهيد البنا الغناء، فتمعنوا في صفات "الدعوة والداعية" و تناقشوا في "رسائل البنا"، وقرؤوا "صفحات من التاريخ".

كان المرحوم سيد بوي عطوفا بمرضاه، لا يغلق باب منزله في الليل و لا في النهار، وكان يأتيه المريض في الثلث الأخير من اليل فلا يجد المرحوم غضاضة أن يذهب معه إلى العيادة ويخفف عنه من آلام المرض و آثار التعب.

كان رحمه الله بشوشا بوجه من يلقاه، لا يغضب إلا حين تنتهك حرمات الله، عرفه أهل المنطقة بالنصح و الأمانة و الوفاء و حب الخير.
كان حريصا على تطبيق السنة ، وكان يحرص على صيام الاثنين و الخميس من كل أسبوع، و لطالما عرفه اليل مناجيا في دياجي الظلام يسأل ربا كريما عفوه ورضاه.
كان رحمه الله خدوما للمسلمين ، يقضي حوائجهم ، محبا للأطفال مدخلا البهجة في قلوبهم، ولطالما انتظر الأطفال عودته من كل سفر على أحر من الجمر، إذ غالبا ما يكون يوم عودته ، يوم بهجة وسرور و توزيع للحلويات.

أشرف سيد بوي رحمه الله على تدشين مسجد السوق و مسجد كرفور  بعاصمة البلدية بالتعاون مع صديقه ورفيق دربه ختار ولد سيد أوبك، كما ساهم في بناء مسجد في قرية أم لكحل بالتعاون مع الشيخ أحمد عبد الرحمن.

انتسب لجمعية الحكمة التابعة للإخوان وكان نشطا فيها، أشرف على عدد من المحاضرات و الأنشطة الثقافية التي أقامتها تلك الجمعية  قبل أن تتعرض للحل في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

في أزمة 2003 التي وقعت بين التيار الإسلامي و نظام ولد الطايع ، كان ولد محمد الأمين رأس حربة فيها، و شوكة في حلق النظام الذي شن حملة ضد منابع الدعوة سعيا لتجفيفها.

كانت الدعوة شغله الشاغل ، وكانت تأخذ من وقته جله، وكان ينفق عليها عطاء من سكن الإيمان في قلبه واطمئن.

رافق المرحوم سيدبوي فضيلة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو إبان زيارته للبلدية سنة 2003، و نظم له عدة محاضرات في البلدية، كما نظم له لقاءات متعددة بمشايخ البلدية، وزار معه اتويميرت الحاشية - آكرج - لخطيط - اتويجكجيت - أم لكحل.

كما رافق الشيخ محمد ولد سيد يحي إبان زيارة له للمنطقة و نظم له عدة زيارات أيضا.

رغم الانشغالات الكثيرة ، فقد حرص المرحوم على إتمام حفظ القرآن الكريم قبل وفاته وهو ما كان.

في يوم 13 من نوفمبر 2006، وبينما كان الناس منشغلون في الانتخابات كان ولد محمد الأمين يخطو الخطى نحو ربه، مقبلا غير مدبر، متلهفا للقاء ربه، موقنا بوعده للمؤمنين الصادقين.

كان الفقيد يتمتع بعلاقات واسعة مع كل أطياف البلدية، وكانوا يكنون له وافر الإحترام و التقدير لما لاقوا منه من حسن المعاشرة و لطافة التعامل.

خلف الفقيد ورائه  من البنات خمسة و اثنين من البنين، وسمعة طيبة تشفع له يوم الزحام، و ألسنة الخلق أقلام الحق، وهم شهداء الله في خلقه، و قد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال "تلك عاجل بشرى المؤمن.

بوفاة الفقيد سيدبوي ولد محمد الأمين تفقد البلدية شخصية نادرة كان لها عطاؤها الذي لا تخطؤه العين في كل مناحي المنطقة..ويأتي هذا التقرير كجهد متواضع للتعريف بهذه الشخصية العظيمة..فرحم الله السلف وبارك في الخلف.
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق