الداعية سيد بوي ولد محمد الأمين..إخواني بألف رجل (الحلقة الأولى)

إعداد: مدونة صنكرافة

 
بين تلال صنكرافة الساحرة، و هضابها المترامية، و رذاذ نسيم على سهول بيضاء شرقي صنيكريفة، ولد ذات نجعة رجل من رجالات الإخوان في المنطقة، حمل همّ الأمة بين أضلعه، وسرى بقوافل الدعوة تشق الفيافي و الصحارى ، تنشر الإيمان و الفكر الوسطي النابض من منابع العلم و التقوى و الورع.

في إحدى أيام سنة 1967 ، ولد المرحوم الداعية الطبيب ، أو الطبيب الداعية الأستاذ سيدبوي ولد محمد عبد فال ولد محمد الأمين من أبوين كريمين ،توطن الزهد بين أركان حماهم، و شعشع الإيمان في قلوبهم.

غير أن اللقاء مع الوالدين لم يدم طويلا، ليرحلا عن دنياه، تاركين هما و حزنا ملأ البيت و أركانه، لتتولى خالته مريم بنت أحمد جدو مهمة تربيته ، والتي كانت تلقب بأم اليتامى، حيث غمرته و أختاه بكامل العطف و الحنان.

 بدأ كعادة أهل المنكب بقراءة القرآن الكريم، غير أن مرضا غامضا أصابه في ظهره أقعده عن الدراسة لفترة ، ثم عاد إليها بعد أن تماثل للشفاء.

التحق بعد ذلك بمدرسة صنكرافة أيام كانت مأوى للأذكياء و المتميزين ، ثم واصل الدارسة حتى وصل إلى السنة السادسة، اضطر بعدها للسفر إلى السنغال سنة 1980، حيث لم يدم المقام بالرجل كثيرا ، ليعود إلى الوطن.


عاد إلى العاصمة نواكشوط في بداية الثمانينات، والتحق بالإعدادية كمستمع حر، ليواصل دراسته حتى حصل على شهادة البكالوريا من شعبة الآداب الأصلية، ثم شارك في مسابقة للطب وكان من الأوائل في تلك الدفعة.

في سنة 1998 أصيب بمرض الشقيقة، استقال بسببها من العمل كممرض دولة تابع لوزارة الصحة، ليعود إلى موطنه الأصلي ويفتتح عيادة للطب، ستكون فيما بعد ملجأ للضعفاء و المرضى و المعوزين و  العاجزين.


 في فترة الدراسة و التخرج كان المرحوم سيدبوي شغوفا بفكر الإخوان المسلمين،تعرف بعمق على فكر الحركة  وصادق شباب الحركة الإسلامية، واستمالته أفكار مؤسس حركة الإخوان المسلمين الشهيد حسن البنا  رحمة الله عليه، في الجمع بين عمق التربية الإيمانية الصارمة، وعملية الفكر الحركي العملي التغييري، فأيقظت كوامنَ الوسطية التي تشربها من مقامه بالوسط الموريتاني، ونشأته في بيت تضرب التربية الصوفية بأطنابه.


انضبطت بوصلة العمل لديه بأدبيات الحركة الإسلامية، فأطلق شرارة العمل الحركي مع  رفاق له، الذين غالبا ما كانت تجتالهم مظاهر مستجدة من واقع العاصمة المستظهر حينها ببريق الحضارة الزائف


طاب المقام بضيفنا في بلدية صنكرافة، و طاب معه الغراس فامتد عمر العمل الإسلامي في ربوع البلدية ، بل تعدّاها إلى المقاطعة، حتى خرجت تلك الجهود الصادقة أجيالا لم يدُرْ بخَلَدِ الفتى الإخواني من أن يَقْفُوا أثره عشُرُهُمْ في يوم من الأيام.


التحق ولد محمد الأمين بعمل إسلامي كان بحاجة إلى دماء جديدة لم تكدرها إكراهات الواقع المحلي، وأخذ موقعه بين صفوف قيادات الوسط في الحركة الإسلامية بالمقاطعة، التي كانت تشهد واحدة من أحلك مراحل تاريخها حيث خيوط اليسار تتسرب كل حين إلى عقول الشباب، وتربع في ذات الوقت على كرسي الإستشفاء، الذي لم تعرف البلدية مثله حنانا وورعا.


بعد مدة وجيزة ، ستسوق الأقدار الفتى الإخواني إلى مراتب القيادة، كربّان لسفينة الدعوة في المنطقة...

يتواصل بحول الله
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

1 التعليقات:

  1. قمت بتصميم شعار له علاقة برابعة و السيسي
    http://wp.me/p4MLXp-3y
    http://wp.me/p4MLXp-3u

    ردحذف