العلامة الشيخ محمد الحسن ولد تمليخ..مسيرة علم و إصلاح (الحلقة الأخيرة)


المعلومات الواردة في التقرير مستقاة من رسالة تخرج الطالب خليل ولد تمليخ من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية لسنة 2014.



أ‌-                  مكانته العلمية:
كان محمد الحسن بن تمليخ رجلا عظيما متواضعا وكبيرا متصاغرا عالما متجاهلا فطنا متغافلا يتراحم في ظله المتراحمون ويجد فيه الحب في الله والبغض في الله متسعا من أرض الله يتفسح فيه يمنة ويسرة كان قبلة للطلاب والمستفتين  كان يؤثر الخمول والعزلة أكثر وقد تجلى ذلك عليه بحيث أنه لم يتول أي منصب في الدولة رغم كثرة ما عرض عليه   من مناصب سامية من عدة أنظمة.

ب‌-            ثناء العلماء عليه

أثنى عليه كثير من العلماء من معاصريه نورد هنا كلام كل واحد منهم مختصرا ونقلا من خطه بيده وقد تجاوزوا أربعين عالما يقصر المقام عن ذكرهم جملة نورد منهم مايلي :
- العلامة المحقق الشيخ محمد عبد الله بن السيد بن اكتوشن العلوي التجاني الابراهيمي لطف الله به، حيث كتب عنه بخط يده:>>  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وبغية المقربين الموفقين سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله الباب الوحيد الواسع إلى الله وعلى آله وأصحابه الذين اختصهم الكريم بلقاه وبالتبليغ عنه وما اقتضاه وبعد/: فأول ملاقاة بيني وبين الشيخ بكل معنى في العبارة السيد العالم العلامة والدراكة الفهامة محمد الحسن بن العلامة العابد الناسك الراكع لربه الساجد المنفق المتواضع الشيخ محمد عبد الرحمن بن تمليخ وقعت أي الملاقاة بصدفة مباركة وسط الشهر الخامس أو السادس من سنة 1377 للهجرة ونمت بمجرد ميلادها ولعله لصدق الحديث:" الارواح جنود مجندة..." ثم امتدت مدة الحياة بيننا قلوبا وقوالب جعلها الله خالصة لذاته عز وجل فهو سبحانه وتعالى يسأل عن صحبة ساعة  ولقد نعمت من ذلك السيد بصحبة الرجل العالم الحامل لكتاب الله العاض على الحق بنواجذ التحقيق والاتقان المتفنن في شتى أنواع العلوم المشارك في كل ميدان الصوفي الواصل الولي العامل وما صاحبت أحدا من أبناء جنسي في ما يظهر لي أطول منه يدا في الكتب ولا افهم لما فيها ولا أوعى لما سمع منها وإنما العلم عند الله، ولا شك أني عندما سمعت بانتقاله إلى دار البقاء والنعيم المخلد تذكرت الحديث:"إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"
وتذكرت أيضا بعد وفاته رحمه الله قول محمد بن دريد:
وإنما المرء حديث بعده    فكن حديثا حسنا لمن وعى
وهو تماما كما كان صديقي<<
-ومنهم أيضا العلامة الشيخ محمد الحسن الخديم حيث كتب:>>الحمد لله وبعد فقد نظرت ماكتبه محمد الحسن بن تمليخ فإذا هو صواب في ما أرى فقد جلب مايكفي ويشفي<<.
-ومنهم أيضا العلامة التاه بن محمد سالم بن ألماه وكان مما كتب مقرظا أحد فتاويه مايلي :>> بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على النبي الكريم الحمد لله وبعد/ : فقد تأملت وتصفحت جواب الشيخ محمد الحسن بن تمليخ العالم المحق المحقق فوجدته جوابا شافيا صح نقلا وعزوا عندي لذلك سلمته وصوبته لأجل صحته<<.
- العلامة أحمد بن محمد عبد الرحمن بن أبي بكر بن فتى الملقب  "ول فتى" حيث كتب :>>الحمد لله والسلامان على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد/: فإن ماكتبه العالم المحرر المحقق محمد الحسن بن تمليخ حسب ما علمناه صحيح يكفي نصا وشهادة العلماء المسلمين له بالاصابة وصحة النقل كافية لاعتماد فتياه<<.

- ومنهم أيضا العلامة محمد سالم بن المختار بن المحبوب حيث كتب:>> 
 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد/: فقد تتبعت هذه الأجوبة التي أجاب بها العالم المحقق الشيخ محمد الحسن بن تمليخ متعنا الله بحياته جوابا جوابا وكررت لها النظر استعذابا لها وإعجابا بها فلم يظهر لي إلا صحتها وموافقتها لنصوص المذهب ولذلك سلمتها<<
- ومنهم العلامة محمد بن محمد محمود بن أحمد الصغير حيث كتب:>>الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فقد نظرت جواب محمد الحسن بن تمليخ فإذا به لم يترك قولا في المسألة وكتب ما يشفي الغليل جزاه الله خيرا ولذلك سلمته مع أني لست أهلا لذلك<<
- ومنهم أيضا العلامة محمد الأمين بن الحسن حيث كتب:>>الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين أما بعد/:فقد تتبعت الجواب الصادر من طرف الأخ الفقيه المقرئ المحقق فوجدته حظيا بالصواب <<
- ومنهم الشيخ أحمد باب بن سيف حيث كتب مقرظا:>> الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد/: فقد تصفحت الجواب الصادر من محمد الحسن بن تمليخ وقد استوفى ما فيه من الفصول وأتى بما يتعلق به من النقول فلذلك سلمته لجريانه على قانون المذهب...<<
-  ومنهم أيضا الفقيه محمد أحمد بن الحاج أحمد حيث كتب:>> الفتيا المنسوبة إلى الشيخ محمد الحسن بن تمليخ صحيحة عندي<<
-  أما شيخ  الشيوخ بداه بن البوصيري فقد عثرنا له على تقريظ في نازلة أخرى.



:مؤلفاته و وفاته
أ‌-    مؤلفاته
رغم قساوة البئة الطبيعية وشغف العيش وانعدام أسباب التشجيع على التأليف على الصعيدين المادي والاجتماعي حقق الشيخ مقاصده السامية فملك من المال ما فيه البلغة وانتشر صيته بما بذله من جهود في تثقيف جيله معلما ومؤلفا ولسعة إطلاع هذا الشيخ جاءت آثاره متعددة ومتنوعة بتنوع مشاربه ونقتصر هنا على ذكر بعض آثار الشيخ فقد ترك عددا من المؤلفات لا يستهان به كما وكيفا إلا أن بعضها لا يزال مفقودا حتى الآن يبحث عنه مع العلم أن بعض مخطوطاته موجودة بالمكتبة الوطنية وهذه لائحة ببعض المؤلفات التي لم تضع:
- البرهان المبين في ذم التفرق والاختلاف في الدين.
- سنن المهتدين في بدعة من كفر المسلمين.
- كتاب في الاستلحاق وهو على شكل نازلة مع تقاريظه
- تأليف في أحقية العتيق بالجمعة.
- تأليف في حضانة الأبناء وذكر أحكامها.
- شرح نفيس لرسم الطالب عبد الله
- نقلة في مصطلح الجماعة.
- كتاب في حكم الاحتكار.
- كتاب في التاريخ الموريتاني لم يكمله بسبب وعكة ألمت به.
- كتاب دون فيه رحلة له إلى الحجاز في طريقه إلى الحج مع أحد تلامذته.

وهذا بعض ما عثرنا عليه في مكتبة الشيخ بالاضافة إلى نقله وأجوبته
.
ب‌-            وفاته رحمه الله

بعد مسيرة حافلة بالجد والعمل والعطاء في شتى المعارف والفنون يلبي الشيخ داعي ربه لينتقل من دار الأكدار والأشغال إلى فضاء دوحة الجنان فلبى هذه الدعوة ضحوة يوم السبت 15-10-2011م عن عمر ناهز الثمانين.ليكون مثواه الأخير بالقرب من مدفن الحاشية على بعد حوالي 20 كلم من مدينة صنكرافة على الطريق الرابط ما بين صنكرافه والمجرية،صب الله عليه سحائب رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة


  
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق