مشكلتنا ليست مشكلة ماء وكهربا .. مشكلتنا مشكلة وعي

شبه عبد الرحمن الكواكبي الحاكم المستبد بالوصي الخائن الذي يسعى لأن يظل اليتيم غير راشد ، كذلك الأنظمة المستبدة الفاسدة تسعى لأن تظل الشعوب مغيبة بالجهل و التغفل حتى تظل جاهلة بحقوقها غير ساعية إلى استردادها  تنتظر من يعطيها حقوقها دون أن تطلب أو تبذل جهدا ..

و لعنا هنا بحاجة إلى أن نتذكر أن الخدمات الاساسية المتعلقة بحياة الناس من أمن و تأمين غذائي و توفير الماء الصالح للشرب و توفير الصحة و التعليم كلها أمور من حق المواطن على الدولة يجب أن توفرها له دون أن يطلبها ..

و لئن كان بعض أبناء هذا الوطن شكلوا الإسثتناء الذي عرف حقوقه و عرف كيف يحصل عليها فإننا نحن أبناء صنكرافة بقينا من ضمن العموم الذي بقي يضع يده على خده في انتظار الحاكم العادل ليعيطنا قبل أن نسأل .. صحيح أن اللوم الأكبر يقع على الاطر من أبناء المدينة ووجهاءها و علمائها و رجال أعمالها و مثقفيها و كتابها و شعرائها ، خصوصا الذين يدورون في فلك السلطة ، فقد فرطوا كثيرا و تجاهلوا  أوخافوا أن يحرجوا الرؤساء و الوزراء .

تقصير المقصير لا يعفي المواطن و الشباب المثقف خصوصا من المسؤولية  لانهم لم يبذلوا ما يكفي من الجهد لتحقيق أبسط ضروريات الحياة من ماء و كهرباء و صحة وتعليم ، بل ظلوا يكافؤون المقصرين كلما تجددت الفرصة و تذكر الناسون أن لهم مدينة و مخزونا انتخابيا يٌقدم قربانا للأنظمة ، فتأتي الشعوب المغيبة والشباب المتجاهل ليقدموا صكوك الغفران و آيات الرضى عن من قصر وفرط و ضيع ، في انتظار فرصة جديدة لتجديد فروض الطاعة واللاء للأنظمة التي لا يزيدها هذا الانبطاح إلا تجاهلا و إمعانا في التجاهل و التهميش .

صحيح أن حراكا بدأ متأخرا و كاد يؤتي أكله لولا أن سوء الطالع جعل موسما انتخابيا جديدا يضع نهاية له ، فلم يخرج الشاب عن المعهود و أثبت أنه لم يشب عن الطوق بعد و أنه مازال قطعة شطرنج بيد لاعبي السياسة المحلية ، ووقود حملات لن تأتي إلا بمن ملأ سمع وبصر الناس في السابق (نواب و مستشاري الحزب الحاكم ) المضحك المبكي أن الشباب الذي سئم التظاهر والاعتصام في البلدية و أمام الرآسة جاء بعضه ليقول أن من أوصد الابواب أماهم و قمعهم و تجاهلهم و ... هو المخلص وهو الخيار الوطني وهو صمام أمان البلاد و موحدها وباني نهضتها و محقق تنميتها وساقي عطاشها و مطعم جائعها و مداوي مريضها ، لنكتشف حقيقة مرة هي أن الأمر مازال على عليه و لا جديد يستعدي التطلع للأمل .. إلى إشعار جديد .

نحن بحاجة إلى وعي حقيقي و ثقافة مطالبية تقدم المصلحة العامة على أي اعتبار آخر مهما كانت أهمية  و وعي سياسي يفصل بين الأمور يفصل بين المطالب الاجتماعية والمواقف السياسية ، كثيرون لا يريدون أن ينخرطوا في الحراك المطالبي خوفا من التصنيف و الوصم بالمعارضة و إغضاب الجهة السياسية و الحزبية التي ينتمي إليها أو يناصرها أو يتحالف معها ، وهذا فهم سقيم يستغله الماسكون بالشأن العام بل يروجون له عن قصد ودراية يصورون كل تحرك مطالب بالحقوق على أنه تحرك سياسي مصدره المعارضة ، أو أصحابه معارضون يرفعون يافطة المطالب بغرض الاجراج و تسجيل النقاط ، هذه فكرة يجب أن نعمل على تصحيحها يجب أن يتوحد الشباب من كل التوجها و الانتماءات و حتى من لا توجه ولا انتماء و يضع مثاق شرف للعمل المشكتر يرسم الحدود الفاصل بين العمل المطالبي و العمل السياسي .

كما على الشباب أن يقوم بحملة توعية للسكان من خلال الانشطة التوعوية في المدينة والقرى التابعة لها ، و استخدام الاعلام المحلي (المدونات) و مواقع التواصل الاجتماعي خوصوصا الفيس بوك الأكثر انتشارا في المنطقة .. لتوعية الناس حول مطالبهم لتشكيل ظهير و سندي شعبي للشباب في معركة الحقوق هذه.

و تأكدوا أنه يوم نعرف حقوقنا و كيف نحصل عليها لن تسطيع أي قوتة مهما كانت غطرستها الوقوف أمامنا و لن يكون أمامها إلا الرضوخ و الاستجابة ، و سيتسابق الساسة و أصحاب التأثير كل بوسائله .

بقلم : محمد فاضل أحمد بوها


شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق