سعادةُ الـــدَّاريْنٍ وسعادةُ الدَّارِينَ..\ناجي محمد الإمام



سعادة الداريْن:

من أطيب وأنقَى وأعذب موروثنا الذي أدركْنا عليه شيوخنا وعجائزنا في ختام أي لُقْيا كيفما كانت طبيعتها،أن يبادر أحدهم وقد يتزامنون بطلب الدعاء الصالح ، ومنه مما خامر النفس واستلذه اللسان قول الزائر للمَزور: صلِّ على النبي واطلُبْ لي مولانا..فيتدافعان الطلب إمعانا في التواضع وإقراراً للآخر بالفضل،فيقول: الله يُعْطينا ويعطيك صلاح الدرين..
وقد يزيد توضيحًا وإيجازا وبلاغة بقوله..:مع كفاية هَمَّيْهِمَا!!
فلله ما أروعه من طلب وأزكاهُ من سلوك وأعطرَهُ من إيمان وأصدَقَهُ من إسلام!

 سعادةُ الدَّارِينَ:

إن أسعد حالات( الدَّاري) الكاتب الشاعر المحدِّث الواعظ العارف العازف الحكَّاء المدرس و الخطيب ، أن يُقَيَّضَ لَهُ المُصغِي المُصيخ السامع الفاهم الحاذق الحذق القارئ المحلل الناقد والناقض،فبدونه لا تكتملُ "عبقرية"( النص )في مُطلق تجلياته و مظاهره وتشكلاته ، ولا تتبوء مُنْزلَ"الصِّـدق" الذي هو أسمى مراتب قيمة "المنتوج الفكري"،إلاَّ بكشفها واكتشافها من المبدِع المُتلقي،وفق موقعه من الجردِ أعلاهُ...

تأملتُ هذه المتلازمة ، وأثارَها في خلدي أنني لم أسْتطعْ، والله شهيد، أن أرْضى عن أي منتوج قدمته من اليوم الأول إلى يومي هذا، ولم أغترّ بثناء ، ومنه من أعرفُ صدق قائله، لدرجة أن من أصفيائي من يعتبرها حالةً مرضيةً،ولكنني ما اقتنعتُ بتشخيصهم، وإلاَّ ، لكنتُ عرضتُ نفسي على مخْتصٍّ،ولكنني أعرفُ انه الجوع إلى الكمال،ولا شفاء منه لبُعد المنال...

ولكنني كنتُ دائماً بحاجة إلى من يَقْرَأُ هذا النص الذي يؤرقني و يستبطنني، ويمنع عليَ هدَأةَ القيلولة والناس في سَكَنٍ يَقِرّوُنَ .. والعبدُ الضعيف على اللوحة يكتبُ ما يُملىَ عليه، أو يمسك يراعة نزقة، يفرك ، خِلَلَها ،أنامله المتصلبةَ و يستجدي من يدلك له الكتف السقيم..

لي ثلاثة ركبٌ من الخلان واكبوني ،مراحلي كلها يقرأون ما أكتب و يتنزلون على ما أُدركهُ منهُ،لا ما أقصدهُ، ويكتشفون ما لا أعرفه و لم يخطرْ لى ببال.. 

ولأنني من "الإليوتيين"فقد وطنتُ النفس على أن أقبلَ لكل قارئ رؤيته ما التزمت معايير الإستدلال والإستنطاق و التحليل والإستنتاج فتلك أدوات التعامل مع النص ذي المفاتيح.

 إشـــادة و اعتراف


أعترفُ هنا ــ والإعتراف سيد الأدلة ـ أن صديقا صدوقا، كاتبا فذا ومحللا إقتصاديا بارعا،
وشاعراً مجيداً، عنيتُ الأستاذ محمد الراجل يوباه،أضحى الأول أمام من واكبوني ركبا طيلة الثلاثين سنة الماضية،أمدَّ الله في أعمارهم وأمدنا ،ومدَّهم في إبداعهم ومَدَّنا ،
لدرجة انني طالبتُ أحد الركب البارحة بقراءة ما كتب الأستاذ محمد،فاتصل متشفيا ليقول ألم نقل لك إن النص حمال أوجه وقراءات فما قبلتَ,,هل ستقبل بما وصفك به أم ستلج في .... وقالها سامحه الله!!
وسامحك الله ياابن يوباه...إنا إلى لقياك لمفتقرون....
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق