المدونة تجري حوارا مع الأستاذ بالثانوية ماء العينين ولد المصباح

تنشر المدونة مقابلة شاملة مع أستاذ اللغة العربية والتربية الاسلامية بثانوية صنكرافة الأستاذ ماء العينين ولد المصباح، وقد تناولنا في اللقاء الذي شرفنا به الأستاذ مواضيع شتى ، كان أهمها مشاكل قطاع التعليم و المنظومة التربوية ، بالإضافة إلى أمور أخرى منها السياسة و الفيس..
نترككم مع المقابلة :

المدونة : هل من تعريف لشخصكم الكريم؟

 الأستاذ ماء العينين ولد المصباح: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله شكرا لكم فمسقط رأسي صنكرافه وتربيت بينها، وقرية آكرج والآن أسكن قرية أم لكحل وقد أثرت في شخصيات من هذه البقعة المباركة ومن أهم تلك الشخصيات الداعية الممرض سيد بوي ولد محمد أمين ، بدأت دراستي بالمحظرة فقرأت بعض الفقه والأصول والنحو وحفظت القرآن وأخذت إجازتي الإمام نافع والإمام حفص والتحقت بالتعليم النظامي وتخرجت من المعهد العالي للدراسات والبحوث العلمية شعبة "الفقه وأصوله" والتحقت بألمدرسة العليا للأساتذة وتخرجت منها سنة 2011 استاذ إعدادية "اللغة العربية والتربية الإسلامية" ، والآن أدرس المادتين في إعدادية صنكرافه 

المدونة : بوصفكم أستاذا ما هي أبرز مشاكل القطاع ؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح : مشاكل قطاع التعليم سواء كان الأساسي أو الثانوي عديدة من أهمها:

1-  قلة الطاقم التربوي: فتجد المدرسة المكونة من أربعة أقسام إلي ستة يدرس فيها معلم واحد أو اثنين فقط، ويكون تارة واحد غير مزدوج وكذالك الثانوية تجد أستاذا يدرس في غير تخصصه إذ لا يوجد من الأساتذة ما يكفي وذالك لضعف العناية من الجهات الرسمية ولهروب الناس من قطاع التعليم لسبب ضعف العائد المادي فما يتقاضاه الأستاذ  لعدة سنوات يحصل عليه مراهق في ظرف شهور فقط إن تسرب من المدرسة والتحق بركب "السنغال .. وغامبيا" ويأتي بأرقي سيارة لو تعرض له الأستاذ دهسه .

 وهذا ليس انتقاصا من الأستاذ بل فقط وصفا للحال الذي وصلت له الدولة من احتقار التعليم

2-  ضعف دور رابطة آباء التلاميذ : فهي لا تهتم بجلب الطاقم التربوي ولا تراقبه فكل ما يعنيها اختيار مكتب يهتم فقط بخصومات علي المعونات المدرسية أو جمع الغرامات المالية لترقيع ما عجزت الدولة عنه والتستر علي إخفاقات الحكومات

3- عدم سيطرة الدولة علي الحد من التقري الفوضوي الذي يلزم عنه المطالبة بمدارس غير مكتملة الشروط فالمدرسة تنشؤ علي أساس الضغط السياسي ، وفي نفس الوقت هناك مدارس مكتملة الشروط ومكتظة من الطلاب لا تجد دعما ماديا ولا معنويا وحتي ترخيصا مثل إعدادية صنكرافه المستحقة لثانوية كاملة فعلي الدولة تحمل المسؤولية في تسرب الطلاب العاجزين عن التنقل وهم من خيرة شباب البلدية .

المدونة: ما مدي فهم التلاميذ لما يقدم لهم ؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح : فهم التلاميذ لما يقدم لهم ضعيف جدا ويختلف من مادة لأخري ، ففي التعليم الأساسي لا يوفر لهم معلموا لغتي الفرنسية والإنكليزية فكل مادة لها علاقة باللغتين يصبح التلاميذ عاجزين عن تدارك ذالك النقص ويلاحقهم ذالك في الإعدادية والثانوية ، وأما اللغة العربية فالتلاميذ أحسن قليلا - وتقلب الصورة تماما في مناطق الضفة - ومع ذالك تجد من تلامذة الإعدادية من لا يميز بين الاسم والفعل والحرف ، وأخطر ظاهرة منتشرة تساهم في ضعف التلاميذ ما يعرف "بالرقم الوطني" لمسابقة دخول السنة الأولي الإعددية.

المدونة:ما تقويمكم للبرنامج التربوي ؟ وما مدي ملائمته مع العصروعالم الالكترونيات؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح  : البرنامج التربوي المقرر في التعليم الأساسي والثانوي من أحسن البرامج التربوية إلا في ما يخص مادة اللغة العربية فقد قتلوها بما يسمي "مقاربة الكفايات" والتربية الإسلامية قتلوها بقلة ما أعطوها من الوقت ومع ذالك لو وجد الطاقم الكافي والمعدات اللازمة والأمكنة المناسبة لكان التلاميذ أحسن وأري أنه يمكن أن يساير العصر لو توفرت إرادة الدولة ونشرت الأدوات المدرسية والأجهزة الإكترونية فالآن يدخل الأستاذ الفصل ولا حتي مسطرة فيه .

المدونة : كيف هو العمل الثقافي في البلدية ؟ وما مدي تعاطي الناس معه؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح : العمل الثقافي في البلدية شبه معدوم إن لم نستثني أندية وجمعيات ثقافية ظهرت في السنوات الأخيرة ومازالت تكابد من أجل الحياة ومع ذالك -فبعد وجود الإعدادية- هناك وعي ثقافي بسيط في أوساط الشباب تغلب عليه ثقافة العمل "أول واجب علي من كلفا السنغال"

وأما تعاطي الناس مع العمل الثقافي فهو ضعيف للغاية فمشائخ البلدية -وحتي المثقفون منهم- ينظرون للقائمين علي العمل الثقافي بعين الريبة حيث يشيعون في أوساط الشباب والنساء أن هذا العمل سياسيا أولا وأخيرا ، فكل ما يراد له القتل والخراب تلصق به تهمة السياسة وخاصة في بلديتنا إذ لا يتصور شخصا يهتم بالسياسة يمكن أن ينشط في غيرها

 المدونة : بالحديث عن السياسة ،هل لديكم انتماء سياسي ؟ وما سبب ذالك ؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح : نعم لدي انتماء سياسي كعامة الموريتانيين فالجميع يهتم بالسياسة " الكبير ، والصغير ، والمثقف ، والجاهل ......" لكن أضف إلي ذالك مع انتمائي السياسي فأنا حزبي -وهذا هو القليل-،  فأنا أومن بالسياسة من بابها الواسع "تدبير شؤون الأمة والقيام علي مصالحها" ، وأومن بالحزبية لاختلاف مرجعيات الأحزاب .

 وسبب انتمائي السياسي لأشارك في عمارة الأرض قال تعالي : "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" ، واخترت التحزب السياسي لأكون في جماعة تتشاور قال صلي الله عليه وسلم "يد الله مع الجماعة.."

المدونة: ماذا يعني لك الفيس ؟ وكيف تقيمون تجربتكم فيه ؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح  : أعتبر الفيس مدرسة منه أتعلم وفيه أتواصل مع زملائي وفيه أصل أرحامي وفيه أجد أخبار العالم وبأقل تكلفة وفي أسرع وقت ففي الفيس نتواصل مع جميع أطياف البشر فهو ساحة متنوعة وفيه أنشر فكري وادعائي لأي قضية وطنية أو إسلامية .

 تجربتي في الفيس -لو استطعت تنظيم الوقت معه- لكان أحسن وسيلة للتعليم والتسلية والتواصل مع الخيرين والأقارب والأصدقاء وأصعب ما وجدت فيه النقاش في المجموعات أوالصفحات الشخصية لأن الغالب في التعبير اللغوي أن يكون يحتمل عدة معان فيتصور عنك الآخر ما لا يخطر ببالك ويتهمك بما أنت منه بريء وإذالم تناقش فلا طعم للفيس ، وللأسف لا تستهوني المجموعات مع أني أحب أن أطالع المجموعات التي تهتم بالتوعية والتثقيف ومجموعات الأهل والأصدقاء.

المدونة : هل من كلمة أخيرة ؟

الأستاذ ماء العينين ولد المصباح : أكرر شكركم فرغم ضيق الوقت الذي منحتموني إياه لم أستطع إلا أن أشارك في إنعاش هذا المنبر الحر الذي ساهم في إنارة الرأي العام للبلدية ونرجو منكم التركيز والاهتمام بالشأن الثقافي والإجتماعي ولا يكن همكم الوحيد الأمور السياسية .

المدونة : شكرا لكم 

شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة