الفقيه محمد عبد الله ولد المصطف: البدر الذي أفِل قبل الأوان

شاءت الأقدار بحكم الواحد الأحد الجبار وقوع حادث أليم صباح اليوم راح ضحيته فقيه من ألمع الفقهاء وأحفظهم في زماننا إنه الدكتور محمد عبد الله ولد المصطف أستاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وإمام جامع اعل الشيخ ولد امم بتيارت ومدير إدارة التوجيه الإسلامي لتطوى بذلك صفحة مضيئة من تاريخ الشناقطة الحافل بالعلماء والفقهاء.

عرفت الأستاذ الفقيد عن قرب حينما كان مدرسا بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وكان يدرسنا – مادة القرءان وعلومه - ومن ثم كان هو المشرف على رسالة تخرجي في العام 2012م وقد عرفت فيه التواضع الجم والبساطة واللين والنقاوة وصفاء السريرة بعيدا عن ما كان يظنه به بعض من جهلوه ، وحين يبدأ الدرس يخيم السكون على الفصل لأن الرجل كان موسوعة متدفقة المعارف لكثرة ما يحفظ من الشواهد والاستطرادات.

وفي حقيقة الأمر فإن الرجل يكاد يكون محظرة متنقلة لكثرة حفظه وسعة معرفته سواء تعلق الأمر بالفقه أو الأصول أو النحو أو التفسير أما السيرة النبوية فهو جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، وقد أخبرني أيام كان مشرفا على رسالتي أنه درس تآليف الشيخ أحمد أبي المعالي على ابن عمه العلامة الشيخ محمدو ولد بنيه أحد أبرز تلامذة الشيخ أحمد أبي المعالي ،

تخرج الأستاذ محمد عبد الله ولد المصطف من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وقد حاز في رسالة تخرجه على أعلى درجة تمنحها اللجنة آنذاك لجدارته ومعرفته ثم عرفته الإذاعة الوطنية والتلفزيون الرسمي سنوات مفتيا ومدرسا وشارحا .......إلخ .

اليوم وقد أصيبت بلادنا بهذا الحادث العظيم فأرى أنه من الواجب علي تقديم هذه الشهادة البسيطة في حق أستاذي الفقيد محمد عبد الله ولد المصطف سائلا العلي الكبير أن يتغمده بجزيل رحمته وعظيم امتنانه وأن يجازيه الجزاء الأوفى وأن يبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله جزاء معاملته إيانا بالرفق والبساطة والخلق العظيم .

ولا أجد تعبيرا عن المرارة التي أحس بها ولا عن الحزن الذي أشعر به في هذا المقام أبلغ من أبيات الشاعر الشريف الرضي حين يقول:
قِف مَوقِفَ الشَكِّ لا يَأسٌ وَلا طَمَعُ ..... وَغالِطِ العَيشَ لا صَبرٌ وَلا جَزَعُ
وَكاذِبِ النَفسَ يَمتَدُّ الرَجاءُ لَها ..... إِنَّ الرَجاءَ بِصِدقِ النَفسِ يَنقَطِعُ
سائِل بِصَحبي أَنّى وُجهَةٍ سَلَكوا .....عَنّا وَأَيَّ الثَنايا بَعدَنا طَلَعوا
حَدا بِأَظعانِهِم حَتّى اِستَمَرَّ بِها ..... حادي المَقاديرِ لا يَلوي بِهِم ظَلَعُ
نُسابِقُ المَوتَ تَطويحاً بِأَنفُسِنا .....حَتّى كَأَنّا عَلى الأَجيالِ نَقتَرِعُ
سُدَّت فَواغِرُ أَفواهِ القُبورِ بِهِم ...... وَلَيسَ لِلأَرضِ لا رَيٌّ وَلا شَبَعُ
نَلهو وَمانَحنُ إِلّا لِلرَدى أُكَلٌ ..... وَالدَهرُ يَمضَغُنا وَالأَرضُ تَبتَلِعُ
 بقلم شيخنا ولد محمد المصطفى
 كاتب مقيم في قطر
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق