الشيخ أفّال رحمه الله..منارة العلم و التقى و الكرم

إعداد : مدونة صنكرافة

في نهاية عشرينيات القرن الماضي  رأى النور فتى من فتيان بني "تاكّاط" سيكون في قابل الأيام علامة عصره و فهامة زمانه إنه الشيخ أحمد فال ولد إبراهيم ولد أٌمّين المعرفو ب "أفّال".

قرأ الشيخ  القرآن وعلومه على آبائه،  وقرأ الفقه وأصوله ، و علوم الحديث  واللغة  وغيرهما فى محظرة أواه ولد الطالب إبراهيم،التي كانت منبع علم و شعاع فكر يقصده طلاب العلم من كل مناطق الدولة.

بعد وفاة الشيخ  أواه  ،  خٌلف الشيخ أفال على المحظرة،  فأضحى مدرسها الأول، يعلم طلابها  علوم التجويد ، و يغوص معهم في نوازل الفقه وتدريس خليل وحواشيه ،و يُسمعهم غريب الأدب و شوارد اللغة و تأريخ السير.

تتلمذ رحمه الله على الشيخ أحمد أبي المعالي ، وعاصر الشيخ محمد المصطفى ولد الشيخ أحمد أبو المعالي، وقد التزم بالطريقة القادرية التي كانت منتشرة في أصقاع المنطقة، محافظا على ورودها ، وكان لا يفتؤ عن تلاوة القرآن قائما وقاعدا وعلى جنبه ، بل حتى أنه كان يقرؤه وهو نائم.

 تخرج على يده جمع كثير من الفقهاء وهم الآن من أشهر القضاة فى موريتانيا والخليج،  مثل القاضي محمد محمود ولد غالى (رئيس لجنة الأهلة)، والقاضى فى الإمارات داهى ولد البدوي، و  الدكتور  سيدي عبد القادر ولد إطفيل رئيس لجنة مصحف شنقيط .

يقال أيضا إن الشيخين عثمان ولد الشيخ أحمد أبي المعالي و الشيخ عبد الدايم درسا على الشيخ أفّال ، وذلك كلما زار الأخير الولي الصالح الشيخ أحمد أبي المعالي.

وقد كان رحمه الله يخدم نفسه بنفسه ، ويرفض خدمة طلابه له في شؤون بيته، و لم يكن الشيخ يفوت زيارة العلامة بداه البصيري رحمه الله ، كلما زار نواكشوط، كما أن الشيخ العلامة محمد الحسن الدوو زاره بعد إطلاق سراحه سنة 2003.

كان صواما قواما، لا يترك ليلة تمر دون ان تشهد تلاوته آناء اليل تحبيرا وقياما، ولم يكن يتركهما أبدا، مهما كانت الظروف. وكان متواضعا ، حريصا على البعد عن الأضواء و الشهرة.

كانت محظرته تترحل ما بين " اصنيكريفه" و أم لعكارش" و"اتويميرت الحاشية " ، وكانت  تنفق على طلاب العلم مما تجود به أيدى المحسنين ، وقد درس فيها المئات من أبناء المنطقة..



إشتهر بحل نوازل الفقه العويصة ، خاصة منها العصرية ، وقد كان قضاة مقاطعة مقطع لحجار المتعاقبين عليها يستشيرونه فى كل ما يحكمون به ، ثم إنه  خلف مآت النوازل محفوظة فى مكتبته التي  تحتاج إلى نفض الغبار و طباعتها و نشرها.

زوجه زينب - أخت السياسي محمد المصطفى ولد بدر الدين - و  رغم صراع الأخير مع أسرة أهل الشيخ الحضرامي،  فقد كانت أخته متصوفة وفية للشيخ أحمد أبي المعالى وهي عابدة لا تفتر عن تلاوة القرآن و تجويده.

كان الشيخ رحمه الله مصدر فخر واعتزاز للمنطقة كلها، و قد  زاره أغلب الشخصيات العليمة الكبيرة.


يقول محمد عبد القادر ولد أحمد فى رسالة له يطلب منه الدعاء :

سلام كنشر المسك المنسكب الوبل .. على من كناه أفال المكرم بالفضل

عليه من الرحمان ألف تحية... تقوم مقاما فى الزيارة والوصل

بنى خيمة لله يعظم فضلها ... يطوف بها للقوم يقرؤ أو يملى

فبشرى لأرض كان يسكنها .. كفاها من الفجر التهجد بالليل

وهل تحلت بلدة كحلاها ... حلاها لا يترجمه اللسان عن العقل

فموجبه أنى جدير بحبكم ... فحبكم فى الله  يظـــــــــهر بالقول

أروم به الرضى والعفو عما جنيته .. وتشفى منى الآلام بالرأس والرجل


توفي رحمه الله في 13 - 09 - 2011 ، خلف ابنه الشيخ محمد يعقوب على محظرته وهو علامة يجيد الفقه وعلوم القرآن.

له أربع بنات كلهن مجازية فى القرآن ، وتدرس النصوص الفقهية.




شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق