همسة...

تراها وانت مقبل من جهة الغرب  ملوحة بجناحين مديدين مرسلاني في جهتي الجنوب والشمال  ، يرفرفان على هظاب لعويجة وكوات وعلى رمال الشمال هناك حيث علب الخير ولخطيط وغيرهم ،وعلى الجانب الآخر اتويجكيت وماحولها ، إنها الحمامة الويعة  ،  تراها آمنة في عشها مستكينة،  في هدوء  تام ، بعيدا عن الضوضاء وكل مايثيرها مفضلة عزلة ذاتية قد يكون لها مايبررها في هذا الزمن الذي يوشك ان يكون الزمن  المشار إليه في الحديث : ( يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )، وقد يكون شئء آخر ...

المهم أن التاريخ  كتب لها أن لا ترافق سربها  ،الذي قرر الولوج إلى عالم آخر !...

ربما فعلت ذلك عن قصد أوعن غير قصد ،

وفي غمرة التساؤل عن سر ذلك( التخلف)...!

 يقول قائل إن الذي منعا هو كسر في إحدى رجليها قد أصابها يوم كانت فرخة تتعلم السير في طريق به بعض الحفر ...

وقائل قال إن السرب هو الذي باغت المسكينة ولم يمهلها حتى تتزود للمسير فقررت البقاء بحجة عدم الاستعداد ، إذ السفر شاق ولا بد فيه من عدة خصوصا إذا كان هذ السفر إلى العالم الآخر ، فهناك حياة تختلف عن ماهي عليه هنا ومن أتاها وهو لايعرفها تقاذفته همومها ومشاكلها حتى ليظن الليل فيها نهارا! والسراب ماء ! والتراب إسفلة ! ومن شدة الهول لا يطيق لذاك الوضع مقاما،  فيقرر الرجوع وحينها يقع في النهي المأثورعن( البداوة بعد التحضر )، وقد روى أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل "أو كما قال ...

لذا يستحيل الرجوع على من وصل هناك...

لكن فضوليا آخر قد تسلق الأغصان حتى يأتي بالخبر اليقين !

لقد أدرك ان الحمامة في الرمق الأخير من الحياة فسألها ماخطبك؟

قالت: ما انا إلا كما ترى طاب لي المقام فأقمت ، وقد ولدت أبناء و ربيت أجيالا أحسن تربية ، ولكنني كلما طلبت منهم العون في هذا الزمن العصيب تقوقعوا على أنفسهم ومنهم من تركني وسافر إلى العالم الآخر حيث كانت أمنيتي أن أصل قبل الموت ، ولكني أريد أن أحملك رسالة يابني مفادها أن :

مجدي هو مجدكم يا أباني وأن كلما بذلتم في سبيلي هو ذكر لكم ولمن بعدكم .

من هانت عليه نفسه هان على الآخرين ولن يولوه من الإعتبار إلا قدر ما أولى لنفسه .

خدمة الشخص لنفسه على حساب مجتمعه مذلة في الدنيا وخزي في الآخرة .

أرجوا أخذ العبرة من الماضي وترك البكاء عليه والبدء في ماهو حاضر ومستقبل من اجل التدارك...

ولك يابني كل الشكر على سؤالك عن حالي وماحالي بالخفي ، أوسل رسالتي إلى نفسك أولا ثم إلى كل الآبناء واجرك على الله .

الكاتب : سيد المختار المصطفى

شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

1 التعليقات:

  1. هكذا حلق بنا هذا الهمام في عالم الطيران فهل من مشمر للوصول إلي هناك و مأدراك ماهناك خدمة المجتمع و التضحية من اجله و السعي إلى النهوض به

    ردحذف