حكى العود فقال...(تدوينة)

حكى العود فقال...تغني الناس و يغني ابن مارية

حكى العود و الناي و الوتر عن رجل عرفه الشفع و الوتر و غنى عليه الفتى و تمايلت أطراف على وقع أنامله السحرية , الرجل الأسمر القادم من تحت صلصلة علجلات الزمن, و من رحم الحياة البدوية و شظف العيش, أنه الأسمر الفنان الراحل "لغظف".
ذات وقت من زمن الله و لد الفنان الراحل "لغظف", لأسرة تبعد عن تخوم الفن بعد المشرق عن المغرب, ولأم تسمى "مارية ",ذات شخصية مرحة و خبرة كبيرة في فن "لكزنة" ارتبط اسم لغظف.
تربى كما يتربى أترابه أنذك في حضن الماشيىة و خاصة ذات اللون الأحمر منها, و ككل بني ذلك الزمان كانت الماشية هي المهد و اللحد.
و عند ماشب عن الطوق, لاح غير المتوقع في الأفق و جادت الحنجرة بصوت ذهبي برعاية نفس طموحة لشق طريق جديد و حلم جديد و أمل جديد, فعشق "لغظف" الفن و صاحبه و انصهر فيه, ولم يكن الأسمر ليبالي بمنعرجات الطريق, و شذوذه عن قاعدة "لمرابط ماه صاحب يكيو",
بدأ "لغظف بداية متواضعة كضارب للدف لا غير, لكن طموح الرجل أوصله إلى أسر الفن العريقة, فتعلم منهم و استطاع مسايرتهم ليس من أجل الدف فقط و لكن من أجل صوته الملائكي و خبرته في بحور لغنه الحسانني, من ما أكسبه هيبة بين سدنة الفن و شيوخه, فتربع الفتى الأسمر على عرش الفن بمنطقة آفطوط كلها.
و قد شكل لغظف و الفنان إدومو و لد آب ثنائيا تكامليا و ظاهرة فريدة من نوعها تشبه إلى حد كبير ظارهرة ديمي و سدوم على المستوى الوطني, عرف هذا الثنائي بالمصطلح المحلي"إدومو و لغظف", و اقترن إسم القيصران بأفراح المنطقة كحافظ للفن القديم في زمن العصرنة و الشذوذ عن القديم
عرف "لغظف بأشواره الأصيلة و المحفوظة على جدران الأبدية بصوته الرخامي و قد غنى بعض الأشوار التي تحتاج إلى قدرة هائلة لصوعبة تأديتعها ومن تلك الأشوار شور "عنو عنو ألاله نختيرو عنه" في اتروجيح, أو مايسمى قديما بتروجيح أو لاد أمبارك, و من أشواره أيضا التي عرف بها وقت سكون الليل شور "لكنيبة" وقد قال له أحدهم مادحا أداءه :
لكنيبة عندك مكروره حك النافخ فالصور
ألا مكرور حته و لا مكرور بالشور
فعل الفنان لغظف المستحيل, فنجح في مسيرته الفنية فكان تلميذا لأبي حامد الغزالي طيب الله ثرى الجميع" من لم يحركه الربيع و أزهاره, و العود و أوتاره , فهو فاسد المزاج, و ليس له علاج"
حبذا لو حفظ دف لغظف في مكان خاص في البلدية كأشيء من هوية المنطقة و شاهد على أحد أبنائها الذين لا يبغون بها بدلا
ذات مقالبة مع التلفزة سأل الفنان الكميدي بنه لغظف قائلا" هل تحب أن تذهب عن هذه المنطقة و تعيش في العاصمة.؟" فأجاب لغظف و هو يدفن أصبعه في التراب " ألا الخير و العافيه".
موفور المودة

بقلم : الشيخ أحمد حمود
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق