إلى الاخوة الشباب

إخوتي الشباب أكتب إليكم هذه المرة بعد غياب طويل عن الساحة الاعلامية شغلت فيه عن الكتابة إليكم والجلوس على مائدتكم..
ستلاحظون في أسطر هذه الاطلالة عدم الاهتمام بالسبك اللغوي ولا بانسجام الأفكار، فقد كتبت على عجل وفي ظروف مشحونة بتدريس "الحركة"وبالتركيز على "الطاقة" و"تحولات المادة" غير أن هذه المصطلحات ذاتها دعتني إلى الكتابة بل وأجبرتني عليها! ف"حركة"الأمة نحو الاصلاح لابد لها من "طاقة"شبابها وتحولهم من حالة الجمود المعاش إلى الجريان والتدفق،فمن المستحيل أن يتحرك القطار دون وقود...

كما أن إنطلاق القاطرة لايكفي فالسلامة شرط أهم لكي لا تحصل الكارثة وتعم الفاجعة،فعلى "الربان" مراعاة ضوابط السلامة والانتباه لثنيات الطريق واستشارة الفنيين خدمة لهم ولرفاقه، فلتباطؤ يؤخر الرحلة أحب وأزكى من عجلة تورث الندامة..

فالطاقة كالشهوة تماما تحتاج لتقنين وتوجيه وفهم معمق،فعليكم استغلال طاقاتكم المتوهجة وقوتكم الشبابية في ماينفع الناس ويمكث في الأرض، لا خمول مستكره ولا حيوية متهورة..

أحبتي في طريق البناء صعاب تحتاج التحدي، وأشواك تتطلب الصبر،غير أن الخلاص في هذا الطريق لا في طريق حف بالورود وسهل بالملذات..

ولتعلموا أن الساعي إلى الاصلاح عليه أن يرسم الخطة ويعد العدة وأن يبدأ بالأولويات فمن غير المعقول أن تبنى عمارة دون دعائم، ومسطرة البناء تبدأ بإصلاح الذات فمن التناقض أن تكون طبيبا وأنت مريض،أو أن تكون زعيما وأنت عاجز!

فنقطة البدء إذن أن تنفر طائفة لتلقي العلوم وأخرى للتجارة وثالثة للأمور العامة..كل حسب تخصصه ولكل ثغرته فليحرص على أن لا يؤتى منها، وليس معنى هذا  الرهبانية وعدم الشمولية كلا لكنه إعطاء كل ذي حق حقه فليس من المنطقي مثلا أن يسند تدريس لغة ما لغير ناطق بها! إنه إحترام للتخصص وسد للطريق أمام كلام "الرويبضة" فيما لا يعنيه.

إخوتي الأحبة لتكن فكرة الاصلاح متجذرة في أعماقكم وتسعون لخلق جيل الاصلاح بكل ما أوتيتم، فالمعلم يقابل مئات التلاميذ يوميا فعليه توجيههم،والطبيب تستشيره العشرات فعليه أن يعاملهم بالحسنى،والتاجر عليه أن يصدق زبناءه وأن لا يغش عملاءه...حينها سيتشكل جيل الاصلاح بعفوية وسلاسة..أما أن ننتظر خروجه من رحم الرذيلة ودنيا الانحلال الأخلاقي فهو كمن ينتظر ماء عذبا فراتا من بحر ذي ملح أجاج!

بقلم: محمد عبدالرحمن محمد عالي"فاضل"
أستاذ فيزياء-رياضيات بثانوية بومديد
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق