كل دول العالم تشهد تنمية عادلة إلى حد ما بين أقاليمها ومدنها ، مما يجعل
المدن تحظى بتقدم على كل الصعد كما يحصل على مستوى العاصمة ، ينبغي أن لا يكون من
الضروري أن ترحل إلى العاصمة لتحظى بتعليم أفضل أو صحة أو فرص عمل أو حتى إعلام
أفضل .
في الدول المجاورة ـ ونحن المولعون بقياس أوضاعنا على أوضاع الدول المجاورة
ـ تجد المصانع و تجد الجامعات و المستشفيات المتطورة و المؤسسات الاعلامية
المستقلة كالصحف و الإذاعات ، و تجد دور النشر و التوزيع ، مما يجعل مستوى الطور
يسير بشكل موازي لما يحدث في العاصمة ،
صحيح أن المسئول الأول عن هذا الوضع هو الأنظمة المتلاحقة بما فيها الحالي
لكن لرجال الأعمال و الفكر والثقافة جزء أيضا من المسؤولية ..
لما ذا لا يفكر رجال الاعمال مثلا في الاستثمار في مثل هذه الأشياء التي
تعتبر أهم بنى تحتية لقيام المدن الكبرى ، فمجال التصنيع و مجال الصحة الحقيقة (بكفآتها
و معداتها و دوائها) و مجال الإعلام المسموع و المكتوب و التعليم الحر المتميز
كلها مجالات مغرية للمستثمرين من يقتنع بأهميتها و نفس المسؤولية تقع على رجال
الفكر و الثقافة الذين يقيمون في بروج عاجية بعيدا عن سكان مدن الداخل ، فإنتاجهم
و عطاءهم للعاصمة أو للخارج ، أما الداخل فله بضعة أيام من النقاهة و الزيارات
الضيقة فقط ..
من هنا أدعو رجال الاعمال إلى التفكير الجاد في الاستثمار في هذه الأمور و الاستعانة
بأهل الاختصاص في دراسة جدوائية المشاريع ، كما أدعوا رجال الفكر و الثقافة و
الإعلام وهم كثر والحمد لله في مقاطعتنا و بلديتنا أن يفكروا بشكل جاد في العودة
إلى الديار و مخالطة الناس و نشر ثقافة و الوعي ، فليس مقبولا بالمرة أن نظل نتعرف
على مفكرينا و شعراءنا من خلال الإعلام فقط ، يجب أن يشجعوا و يدعموا ويؤسسوا دور
ثقافة و إعلام في الولايات والمقاطعات و أن يكون داخل بلادنا كما كان قبل نشوء
العاصمة منارات علم و معرفة ، الكثير من علماءنا و تاريخنا المضيء ضاع لأن أحدا لم
يهتم به حفظا و تأريخا ..
بقلم محمد فاضل أحمد بوها
0 التعليقات:
إرسال تعليق