من يركب الموجة ؟؟

محمد فاضل ولد محمد الامام
صدم الموريتانيون في ليلة مشئومة بتمزيق كتاب ربهم ، فخرجوا يجأرون إلى الله  إنكارا لمنكر غير مسبوق يخافون أن تعاجلهم العقوبة ، يسابقون الزمن حتى لا تتزلزل بهم الأرض ويبتلعهم الطوفان فتوجه الكثير منهم ـ وهم مخطئون في ذلك ـ إلى رئيس الجمهورية ظنا منهم أنه أهلا للشكوى وفعل ما يردأ عقاب الله ، فعاجلهم بالقمع الفظيع ، لم ينم الناس ليلتهم ، انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم فتدفقت جموع الشعب الغاضب مجددا مع ساعات الصباح الأولى ظنا منهم أن فارسا ملثما سيبرز ليهدأ النفوس ، لكن الخيبة كانت أكبر والقمع كان أفظع ، فسالت دماء وصعدت أرواح إلى بارئها موغلة في الإعذار والاعتذار ، لم نر من الأحزاب السياسية تحركا يناسب الحدث وقوة ، سيوى بيانات مقتضبة ، حزب تواصل كغيره من الأحزاب لم يخرج عن مستوى ردة الفعل هذه ، لم يكن له أي ظهور لا لقادته ولا لمناصريه بصفتهم الحزبية في الحراك الغاضب، برودة الأعصاب هذه لم تشفع لحزب لتواصل بأن يكون بعيدا عن مرمى الهجوم الشرس ، فركب النظام موجة الغضب العارم العفوي ليسدد ضربة للحزب ’’المزعج’’ فوجه إعلامه ووزراءه وفقهاءه ليكونوا الوقود الذي يشعل نار تشويه سمعة الحزب ربما تهيئة للرأي العالم لقرارات ستكون صادمة اتجاهه .
لم يكن النظام وحده  الراكب لموجة الغضب هذه فقد كان إعلاميون مناوئون لحزب تواصل سباقين ركبوا الموجة باحتراف منقطع النظير ، فصورا كل الغاضبين لكتاب ربهم مجر منتسبين لحزب تواصل وكأن لا أحد في هذه البلاد يغضب للمقدسات غير التواصليين . ركبوا الموجة لأنهم رأوا أمامهم فرصة لا تعوض وقد لا تتكرر بان يصفوا حساباتهم السياسية مع هذا الحزب والتيار الذي يشكل السند الأكبر له ، فصاروا يصبون الزيت على النار ، ويمطرون المتلقي بوابل من الأكاذيب التي لا سند لها من الواقع ولا من المعقول .
إذن وكيف ركب تواصل موجة الغضب هذه ، وهو كما أشرت لم يصدر سوى بيان مقتضب عبر عن انزعاجه للجريمة وتساهل السلطات مع المتطاولين على المقدسات ، وثنى بإعلان عن مهرجان شعبي ـ ونحن نعرف دقة تنظيم وسلمية مهرجانات تواصل ـ في ساحة ابن عباس ، تم رفض الترخيص له من قبل السلطات فانصاع الحزب للرفض والتزم القانون ؟

أعتقد أن من يصح عليه وصف ركوب الموجة بلا جدال هو النظام ، وحلفاءه من مناوئي حزب تواصل والذين طال انزعاجهم بوجوده فاستعجلوا اختفاءه .. فهل يكون الحدث برمته مختلقا من أجل الإقدام على خطوة حمقاء ؟؟
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق