الإئتلاف النشأة والمسار ..

في صيف 2013 شهدت مقاطعة مقطع لحجار حراكا سياسيا غير مسبوق ، حين قرر النائب البرلماني مولاي ولد ابراهيم بعد مشاورات موسعة مع مجموعات كبير في المقاطعة الانسحاب من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية والانضمام إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل ، لم يكن الحدث عاديا خصوصا في بلدية صنكرافة التي عرفت بولاءها على مدى عقود للأخزاب الحاكمة المتعاقبة ولعل مكانة أسرة أهل الشيخ الحضرامي الروحية في البلدية ظلت تضبط بوصلة غالبية سكان البلدية في اتجاه السلطلة ، إلا أن الحراك الجديد الذي مثل ثورة على اللاعبين التقليدين من قبل قادة شباب يملكون ميكارزما المال والعلاقات مكنتهم من إنشاء إتلاف قوي شكلت فسيفساء التنوع القبلي أهم مصادر قوته وتماسك .

تحركت الشخصيات التقليدية في البلدية من أجل وأد الكيان الجديد في مهده وإبقاءه تحت خيمة الطاعة لكن روح التحدي و خيبة الأمل من الرموز السياسية كان أكبر و الإصرار على تغيير معادلة الفعل السياسي في المنطقة كانت أقوى ، فكانت الوجهة إلى الحزب القوى يومها و الأوسع تمددا وانتشارا في ظل احتقان سياسي متنامي بالبلد ودعوات الرحيل التي كانت توحي أن أيام حكم محمد ولد عبد العزيز باتت تعد على الأصابع ، وفي محيط إقليمي يشجع على فرض التغيير فلا زالت الثورات العربية تقدم مزيدا من النجاح ووصول رئيس إخواني إلى سدة الحكم في مصر وهو ما يمثل عند الكثيرين بالإضافة إلى تركيا ـ العملاق الاقتصادي ـ وقطر  ـ المخزون النفطي الهائل ظهيرا دوليا وإقليما للحزب .

بدأت التحرك المارتوني من أجل إخراج الإتلاف في شكله النهائي الذي سيدخل في مفاوضات طويلة و سرية في بعض الأحيان مع حزب تواصل قبل إعلان مهرجان الانضمام .

بدا من خلال اللقاءات المتكررة أن فرع الحزب في البلدية يجب أن يغيب عن الطبخة التي أسندت إلى قيادي كبير في الحزب وضع كل ثقته في النائب مولاي ولد إبراهيم الذي أصبح يمثل الطرف المفاوض عن الحزب أمام نفسه وزملاءه ، كان كل ذلك يحدث تحث مسوغ أن للسياسة المحلية إكراهاتها وضغوطها والتي قد لا تتماشى بالضرورة مع سياسات الحزب كما أن الإتلاف قبلي وليس حزبي وان المسألة تتعلق بالسعي إلى حلف موسع يضم أحزاب أخرى ، قبل أن يستقر الحال على الإتلاف الممثل للقبائل الموجود في البلدية .

وتم الاتفاق مع الحزب على مهرجان الانضمام الذي كان الكل يريد له أن يكون قويا و ذا رسائل في اتجاهات متعدد وهو ما كان .

ثم كانت مرحلة التحضير للعملية الانتخابية التي بدا فيها الإتلاف أكثر استعدادا وتنسيقا وحسما من الحزب الذي لا يزال تحت رحمة انتظار قرار المنسقية بالمشاركة من عدمها ، الشيء الذي مكن الائتلاف من إعداد لوائح كان مستعدا لتقديمها لأي حزب آخر في حال مقاطعة تواصل للانتخابات ، مما جعل الحزب في البلدية شبه غائب في النهاية عن تشكيل اللوائح وعن إدارة الحملة التي أسندت لشخص ظلت تدور حوله شكوك كبيرة بجدية إخلاصه لزملاء لعلاقته القوية والتي لم تنقطع في وقت من الأوقات بالرجل القوي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الوالي السابق أحمدو ولد الشيخ الحضرمي .

شهدت فترة التحضير للانتخابات تململا كبير في صفوف شباب الحزب القدماء وعبروا عن انزعاجهم من التهميش الذي مورس عليهم لصالح مجموعة عبرت عن نواياها من اللحظة الاولى وأكدت أن هدفها هو فرض وجودها ككيان بعيدا عن الو لآت التقليدية ، وسيتمثل ذلك في الحصول على البلدية وهو ما لم يكن رغم التنافس القوي والجهد الكبير الذي بذله الإتلاف .

وبعد الانتخابات بدى الاحباط جليا على قادة الاتلاف تجلى في ندم في صفوف قادته وبدى وكأنه يبحث عن مخرج للمأزق ، فظل طيلة الفترة التي أعقب الانتخابات يمرر رسائل إلى حزب تواصل كممهدات مفادها أن الاتلاف ليس حزبي وأنه قبلي وظل يشيع بين الحين والحين أنباء عن انسحاب وشيك من الحزب، ولم يستطع بعض قادة الاتلاف وهم يحضرون اجتماعا تقييميا للحمة في مقر الحزب المركزي أن يخفوا نيتهم فصرحوا  بأنهم يقودون مجموعات قبلية لا تهتم بالحزب كثيرا وأن مستقرهم إلى حيث يرون مصالحهم .

أقدم الحزب على خطوة كنوع من الاعتراف بالجميل للاتلاف فعين القائدين البارزين ، رجل الإعمال أحمد أبا المعالي والدكتور محمد المصطفى ولد إبراهيم لعضوية مجلس شورى الحزب ، إلا أن الخطوة لم تلق اهتماما كبيرا من الاتلاف .

أسابيع قليلة قبل إعلان الانسحاب ظهرت للعلن اجتماعات تمهيدية دعي لها من يتوسم فيه قبول القرار في كل أطياف الإتلاف ليعلن لا حقا عن الانسحاب والانضمام لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية أياما قليلة قبل انطلاق الحملة الرآسية ، وبدا الإتلاف كمن يسابق الزمن للحصول على كعكة كان التحرك من أجلها متأخر جدا .

ورجع الإتلاف إلى مرابعه لكن عودته لا تبدو مفروشة بالورود فهناك من يصر على عدم الترحيب به من جديد بعد ما شق عصى الطاعة وأعلن التمر وإن تاب ورجع .


بقلم :  محمد فاضل ولد أحمد بوها 
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق