 |
| الدكتور سيدي عبد القاد |
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : - ( ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ ﺧﻴﺮﺍ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺻﺪﻕ ﺇﻥ ﻧﺴﻲ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﺃﻋﺎﻧﻪ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺳﻮﺀ ﺇﻥ ﻧﺴﻲ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﻨﻪ ) .
ﻓﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺯﻳﺮ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻷﺋﻤﺔﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ؟
ﺃﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﺟﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ : ﻻ ﺗﻘﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﺗﻘﺼﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻛﻞ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﺍﻣﺎ .
ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻳﻮﺍﻟﻮﻥ ﺧﻮﻓﺎ ﻭﻃﻤﻌﺎ ﻭﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻀﻴﻦ ﻋﻨﻚ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﺳﺒﺐ ﻣﻮﺍﻻﺗﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻳﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻗﺼﺎﺋﻬﻢ ﻭﺗﻬﻤﻴﺸﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻛﺎﻟﻤﻮﻻﺓ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺑﺘﻘﺮﻳﺒﻬﻢ ﻭﺗﺸﺮﻳﻜﻬﻢ ، ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻭﺳﺒﺐ ﻟﻠﻤﻘﺖ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﻟﺼﻠﺢ ﺧﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ .
ﻭﻟﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ : ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﺪﻭﻩ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﺪﻭﺍ ، ﻓﺎﻟﻌﺪﻭ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻨﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ : ( ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺒﺮﻭﺍ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﺫﻭ ﺣﻆ ﻋﻈﻴﻢ ) ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻋﺪﻭﺍ ﺑﺎﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ
" ﻭﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﻗﻠﺔ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻗﺎﻃﻌﺔ **
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺫﻭﻱ ﺭﺣﻢ "
ﻭﻟﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ : ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻟﺪ ﺑﻮﻋﻤﺎﺗﻮ ﺃﺧﻮﻙ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﻭﺃﺣﺪ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻚ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ : ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺎﺟﺢ ﻳﻨﻔﻖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻴﻮﻥ ﺧﻴﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺧﺪﻣﺖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻭﻻ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻭﻻ ﻣﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ، ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻦ ، ﻓﺤﺮﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻭﺣﺮﺭﺕ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ .
ﻓﺨﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﺎﻟﻪ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻭﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰﻭﻥ ﻋﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ ، ﻭﺇﻏﻼﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ﻭﺧﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻷﻥ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻭﻳﺮﺩﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺷﻬﺎﺩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﺕ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ .
ﻭﻟﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ : ﺇﻥ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻒ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﻳﺠﻠﺐ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻻ ﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ، ﻻ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺼﺪﺍﺭﺓ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ .
ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﺃﻥ ﻧﺴﻤﻊ ﻏﺪﺍ ﺭﺟﻮﻋﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺰﻳﺰ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق