 |
| الدكتور سيدي عبد القادر ولد اطفيل |
ﺃﺧﻮﻑ ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻣﺎ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ .
ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ - ﺻﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ( ﻭﻫﻞ ﻳﻜﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻻ ﺣﺼﺎﺋﺪ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ) .
ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻭﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺀﺍﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺀﺍﻧﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺧﻴﻢ ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺯﻗﺎﻕ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﺎﺣﺔ ﻭﺳﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﺃﻭ ﺩﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻔﺎﻕ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻣﻮﺭ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻤﻮﺕ ﺃﻫﻠﻪ ﺟﻮﻋﺎ ﻭﻋﻄﺸﺎ ﻭﻳﻔﺘﻚ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻧﻔﺎﻕ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻣﻢ ﻭﺗﺮﻭﻳﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺭﺗﺰﺍﻕ ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﻭﺑﻴﻊ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ .
ﻭﺍﻧﻲ ﻷﻋﺠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﺟﻬﺎﺭﺍ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺠﺬﺏ ﺷﻌﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻛﺴﺐ ﺍﺻﻮﺍﺗﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﺸﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ !!
ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻣﺔ ﺳﺎﻗﻄﺔ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ
" ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ *
ﻓﺎﻥ ﻫﻢ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺫﻫﺒﻮﺍ "
ﺛﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﺍﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻳﺘﺠﺎﻫﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻥ ﻧﺎﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻛﻴﻒ ﻫﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﺍﻟﻨﺴﻞ ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻪ ﺀﺍﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ﻟﻌﻠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ .
ﻓﻬﻞ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻧﺤﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻧﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﻧﺴﺘﺴﻘﻴﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺗﻀﺮﻋﺎ ﻭﺧﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﻨﺎ ﺳﺨﻄﻪ ﻭﻳﻨﺰﻝ ﺑﻨﺎ ﻋﺬﺍﺑﻪ؟؟
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﻟﺘﻜﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻣﺔ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻮﻥ ) ، ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮﺍ ﻓﻠﻴﻐﻴﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ ﻓﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ) .
ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ : ( ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺫﺍ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ) ، ﻭﻗﺪﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻓﺘﻨﺔ ﻻ ﺗﺼﻴﺒﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ) : ﺍﻧﻪ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺍﺫﺍ ﺷﺎﻉ ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻴﺮ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻻ ﺭﺏ ﺳﻮﺍﻩ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق