حراك الماء والكهرباء..البداية المشجعة

في التاسع من مارس من السنة الفارطة ، خرج سكان بلدية صنكرافة ذات صباح قائظ ليؤكدوا حاجتهم الماسة إلى الماء الذي هو عصب الحياة، و إلى الكهرباء الذي أصبح أساسيا في حياة الناس، ثم إلى التعليم و الصحة .

خرج السكان و الغضب من السلطات المحلية قد بلغ أوجّه، عندما استجابت مكرهة لمطالب سكان بلدية مقطع لحجار بتوفير الماء لهم ، وقد أجهدهم العطش و أتعبتهم ظروف الحياة، بعد أيام من النضال المستمر لم يسلم أصحابه من التنكيل و الاعتقال في يوم نضالي مشهود.

خرج السكان و كلهم أمل أن تستجيب السلطات لمطالبهم الملحة، و التي لم تكن مطالب سياسية فيحتجّ برفضها، بل كانت مطالب إنسانية بحتة بتوفير مقومات الحياة لقوم يستحقون على وطنهم غير الذي منحهم من التشريد و الإهمال.


قبل هذا وذاك، اجتمعت جماعة من خيرة الشباب بالعاصمة انواكشوط، لتدارس همّ البلدية و التفكير في حل مشاكلها العالقة، اجتمع المجتمعون و اتفقوا على إنشاء لجنة شبابية تعنى بالدفاع عن مطالب البلدية و تبنيها وحملها إلى الجهات المعنية، وأنشئوا مبادرة لذلك أسموها "مبادرة شباب صنكرافة".

كانت هنالك عوامل كثيرة تصب في بقاء هذا التكتل الشبابي، من أولها اتفاقهم على تبنيهم لمشاكل البلدية الكثيرة ، و انصهارهم في إطار موحد رغم الاختلاف السياسي و الايديولوجي لهؤلاء الشباب.


ثم بدأت الاجراءات العملية لبدء الحراك الشبابي الرافض للتهميش و المطالب بإنصاف يعيد الحق لأصحابه، فكان أول نشاط أقامته المبادرة، وبدعم من السكان وتعاطف كبير من وجهاء البلدية، هو مسيرة انطلقت من السوق المركزي واتجهت للبلدية ، وقد شارك في هذه المسيرة المئات من المواطنين، لتنتهي بوقفة أمام البلدية، وتلقى فيها خطابات قوية مطالبة بحل مشاكل البلدية.


لتتوالى بعد ذلك  الوقفات و المسيرات، قطعت الطريق الرئيسي في بعض الأحيان، مطالبة كلها بتغيير الواقع المزري الذي تعيشه البلدية ، مؤكدين على ضرورة التدخل لحلحلة مشاكل البلدية.


انتقال التظاهرات إلى العاصمة كان له الدور البارز في إظهار القضية، والحضور الاعلامي المتميز لعدد من نشطاء المبادرة كان له أيضا تأثير بالغ الايجابية..لكن الرياح تأتي في بعض الأحيان بما لا تشتهي السفن..

يتواصل بحول الله


شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق