الشيخ أحمد أبو المعالي ..الولي الصالح والسياسي المحنك والعالم القطب (الحلقة الثانية)

المصدر: سيد محمد ولد عبد الدايم ولد الشيخ أحمد ابي المعالي

 الجانب الاجتماعي:

 زواجـه:

تزوج أولا بابنة عمه فاطمة بنت محمدو (ابوه)، وكانت امرأة صالحة شديدة الورع، على جانب كبير من العلم، فكانت خير معين له على ما أراد من العبادة والزهد والتعلم.

ثم بعد وفاتها سنة 1342هـ تزوج ابنة خالته مريم بنت جعفر بن عثمان بن هاشم الملقبة الغيثة (شريفة من آل البيت).

ثم تزوج في آخر حياته بخديجة بنت ميلود

أبناؤه وبناته:

لقد عاش لشيخنا الشيخ أحمد أبي المعالي خمسة أبناء هم على الترتيب:

-  الشيخ محمد المصطفى: ابنه الأكبر وخليفته، والدته فاطمة، وهو معروف بشدة الورع والذكاء وهو عالم جليل، وشيخ صوفي مرب للقلوب وقد توفي وخلفه ابنه محمد .

-  جعفر: عالم جليل قوي الحافظة ربما حفظ الكتاب بقراءة واحدة، زاهد في الدنيا لم يلتفت إليها لحظة واحدة.

-  الشيخ سعد أبيه: وهو شيخ تربية، كان كثير الخوارق، واسع الأخلاق، وقد اتخذ من دكار مقرا له، إلى أن توفي به شهيدا على أيد آثمة وهو صائم في الجمعة الأخيرة من رمضان سنة 1410هـ ، في أحداث 89 الأليمة وله من العمر تقريبا 50 سنة حيث كان ميلاده سنة 1359هـ، تغمده الله برحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

-  عثمان: العلامة المعروف، وقد شغل منصب القضاء، ثم عين قنصلا عاما للبلاد في النيجر ثم ليبيا ثم المملكة العربية السعودية ثم عين سفيرا في قطر ثم في الكويت وقد رجع منها ليعين وزيرا للشؤون الاسلامية ثم أنشأ حزبا ذو مرجعية اسلامية يسمى حزب الفضيلة وهو الآن عضو في البرلمان عن حزبه، صدر له أخيرا كتاب: مرشد المتنازعين إلى طريق الألفة، وهو تأصيل لكتاب الشيخ عبد الرحمن الأخضري في الفقه.

-  عبد الدائم: العالم المعروف، تولى القضاء في سن مبكرة من حياته، في موريتانيا، ثم في الإمارات، ثم في قطر، صدر له مؤخرا كتاب: الحكم الشرعي في زكاة وربوية النقود الورقية.

أما بناته فهن:

-       عائشة: شقيقة الشيخ محمد المصطفى، حفظت القرآن، لها دراية كبيرة بالفقه.

-       الكطرانه: والدتها الغيثة توفيت رحمها الله سنة 1993م، كانت على جانب كبير من الأخلاق والذكاء.

-       آمنة: والدتها الغيثة كذلك وهي معروفة بالعبادة والصلاح.

-       فاطمة السالمة: الملقبة اسلمه والدتها خديجة، وهي تحفظ القرآن الكريم ولها دراية بالفقه.

 محل إقامته

سكن أولا عند دار أبيه في "كاوه"، حيث أعاد بناءها، ثم انتقل عنها حيث استقر أخيرا في آكرج (على بعد 18 كلم من مقطع لحجار على طريق الأمل، وكلم ونصف على الطريق الرملي) حيث أقام به سدا سنة 1338هـ، وبنى دارا من الحجارة سنة 1352هـ، ثم بنى  مسجدا وداره الكبيرة سنة 1368هـ الموافق 1949م ، ثم بنى به داره الشهيرة سنة 1945م حيث لم يكن يوجد في تلك المنطقة إلا هي، كما أن عدد الدور آنذاك بالبلاد  كلها كان يعد على رؤوس الأصابع، وقد بنى هذه الدار على شاهق في ملتقى الطرق ليراها الزوار من بعيد.

رحلته لأخذ الطريقة الصوفية:

بعد انتهائه من دراسة علم الفقه وغيره من العلوم، اشتاقت نفسه إلى من يأخذ عنه علم التصوف، ففكر أولا في أخذها عن والده الشيخ الحضرمي الذي توفي، فنظر في الكتب هل يجوز أخذ الطريقة على الميت؟ فوجد أن ذلك يجوز ولكن الأفضل أخذها على الحي، وحسب رأيي أن ذلك يرجع إلى أن علم الصوفية هو عبارة عن علم السلوك وأساسه القدوة بالحركات والسكنات، ورؤية كيفية تطبيق هذا القدوة للشريعة الإسلامية، وهذه لا تتوفر إلا في الحي، وإلا فعلم الصوفية موجود في الكتب، وبعد أن استقر رأيه على أخذها على شيخ حي، اشتاقت روحه إلى شيخنا الشيخ سعد أبيه بن شيخنا الشيخ محمد فاضل، (وهذا التعلق الروحي هو أساس العلاقة بين الشيخ والمريد لأنه عن طريق المحبة تنتقل الصفات التي في الشيخ إلى المريد لا شعوريا) فتوجه إليه في مكانه الذي يقيم فيه "النمجاط"، فلما أحس به بنى له خياما وأكرمه غاية الإكرام، وأنشد في مقدمه أبياتا:

أبو  المعالي  جاءنا من بعد
وجها  يحاكي  يوسفا تجملا
أهلا به من قد رأى من سيد

أهلا  به  أهلا  به من سيد
صوتا يحاكي داوود ذا العلا
بحري   بحري  به  للوارد

        وبعد مضي أقل من ثلاثة أيام استدعاه وأعطاه الطريقة بل صدره فيها، وخلع عليه ثيابه التي كان يلبسها (وهي إشارة عند الصوفية إلى أنه قد صار في مقام شيخه) وقد أمره شيخه أن لا يبيت معه وقال له: إن سيفان لا يصلحان في غمد واحد (وهذا شبيه بقولة عمر رضي الله عنه للأنصار لما قالوا منا أمير ومنكم أمير: سيفان لا يصلحان في غمد واحد)، وفي رواية أنه قال له بعد أن أدخله خيمته الخاصة: لقد أوقفتك في مكان لم أوقف فيه رجلا قبلك ولن يقف فيه بعدك، وقال له: إن شيخنا محمد فاضل قد خلفني على ذريته ومريديه وقد خلفتك عليهم، وفي رواية أنه استدعاه بعد عصر الخميس وقال له بعد كلام كثير وعجيب: لتخرجن من بين الرجال كما تخرج هذه من بين الأصابع، وأشار إلى الوسطى، وفي رواية أن شيخنا الشيخ أحمد أبي المعالي قال في نفسه: أنه لم يلاحظ جديدا طرأ عليه، فأجابه شيخنا الشيخ سعد أبيه مجاوبا لخاطره: إن المسافر لا يعرف ما في حقيبته حتى يرجع إلى أهله. وبعد ذهابه عنه لاحظ أحوالا عجيبة وأمورا غريبة طرأت عليه ففهم معنى كلام شيخه، وقد توفي شيخه بعد ذهابه عنه بأشهر قليلة سنة 1917م 1335هـ.

وبعد عودته أضاف إلى مهامه السابقة مهمة جديدة هي مهمة تربية القلوب وقد أقبل عليه المريدون من كل حدب وصوب، وتتلمذ عليه بعض تلامذته الذين كانوا في محظرته وخاصة من قبيلة لمتونه ومن أشهرهم الشيخ محمد المختار ولد اعل ولد إبراهيم، ونذكر بأن حضرة شيخنا كانت مثالا حيا لتطبيق الصوفية السنية الفقهية، وكان أكثر تلامذته من العلماء والفقهاء، وقد تتلمذت عليه قبائل كثيرة من أشهرها تجكانت وإدوعيش، وكان مريدوه في ولايات تكانت ولبراكنه وآدرار واترارزه وكوركل، وقد تخرج على يديه جم غفير في الطريقة.


يتواصل بحول الله..
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق