هل يسعى "الائتلاف" إلى ماهو أبعد من الائتلاف ؟

في 14 من يوليو 2014، نظمت جماعة أطلقت على نفسها اسم "ائتلاف بلدية صنكرافة" مهرجانا جماهيريا في صنكرافة، إعلانا بمرحلة جديدة من الترحال السياسي للقطب الأكثر تأثيرا في البلدية، والأكثر حضورا إعلاميا.
ومن لحظة الانسحاب تلك إلى اليوم، جرت مياه كثيرة تحت جسر الزمن و تحولات سياسية كثيرة كانت الوجه الأبرز للأحداث.
انسحب الائتلاف من حزب تواصل وهو عبارة عن ثمانية مستشارين دخلوا البلدية كممثلين لحزب تواصل ذات المرجعية الاسلامية،لكن زواج المصلحة بينهما لم يدم طويلا، فكان طلاقا بائنا من العيار السياسي الثقيل.
قرر ائتلاف صنكرافة الانضمام لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يمثل الجناح السياسي للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وبدأ صراع الوجود بين طرفي الحزب القديم والجديد يطفو على السطح، حيث وصل لمنع قادة من الاتحاد لحضور المهرجان التأسيسي للائتلاف.
تباعدت الهوة بين المتصارعين وشنّ كل طرف هجوما إعلاميا على الآخر، ثم وصل الخلاف إلى جلسات المجلس البلدي الذي قاطعه ممثلون عن الائتلاف.
ككرة الثلج المتدحرجة، ونتيجة لتفاقم الخلاف في الحزب الحاكم على مستوى مقطع لحجار، انقسم الحزب إلى حلفين متصارعين على الزعامة والتمثيل،يمثل الأول وزير المالية والاقتصاد المختار ولد أجّاي ويطلق عليه الأمل، ويمثل الثاني أطراف مغاضبة من أبرزها ائتلاف بلدية صنكرافة ويطلق عليه اسم الوفاء، واستمر الصراع حتى مساء الأحد 08 أكتوبر 2017، حيث أعلن الائتلاف انسحابه من حلف الوفاء.
من المتوقع أن يتبع هذا الانسحاب خطوات أخرى لعل أبرزها الانضمام لحلف الأمل، أو الاكتفاء بالتبعية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، وستجمع هذه المرة أطرافا كثيرة ظلت طيلة السنوات الثلاث الماضية تتهم بعضها بعضا.
تقول مصادر المدونة إن رجل الأعمال ولد منّان يسعى إلى ماهو أبعد من "الأمل" ، وعيناه منصوبتان على البرلمان الموريتاني،خاصة أن الحكومة ستعمد إلى زيادة حصص الولايات بعد حلّ مجلس الشيوخ.
ويمكن القول إن طريق ولد منان إلى البرلمان ستكون مختلفة عن طريق "الأمل" الذي يربط نواكشوط بالولايات الشرقية ذي التقعرات الكثيرة،و يمكن ببعض العلاقات وشيء من المال السياسي الوصول إلى ذلك المنصب الذي يعني لرجل "الحلّة" الشيء الكثير.
أما داهية الائتلاف وقلبه النابض محمد عبد الله ولد ابراهيم فيطمح إلى خلافة خصمه اللدود سيد المختار ولد الخليفة العمدة الحالي،لكن هذا الطموح يعيقه الكثير من الصعوبة،بحكم الطبيعية الاجتماعية للبلدية.
لا أحد يستطيع التنبؤ بمآلات السياسة المحلية ذات التعقيدات الكثيرة، لكن تنازل الائتلاف في هذه الظرفية عن مشروعه السياسي والاستسلام لإملاءات خصمه، يوحي بأن شيئا ما يطبخ على نار هادئة والأيام كفيلة بكشفه.




شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق