ديمي..أنشودة الدنيا

الشاعر: أدي ولد آدب
مِنْ نَفْخَــةِ البَـدْءِ.. مِنْ مَـزْمُـــــــــــورِ دَاوُدِ     
سِفْرِ الأنَاشِــــيـدِ.. عَزْفِ النَّــــايِ.. والعُـودِ
تَسَرَّبَتْ.. فِـــي تُخُـــــــومِ الأرْضِ.. أغْـنِيَةٌ
 وَانْبَثَّ.. مِــلْءَ الفَـضَــــا.. رَجْعُ الأغَـاريدِ
ولَمْ تَزَلْ.. فِي صَمِـيـمِ الكَـوْنِ ..شَـــــــارِدَةً
تَسْتَطْلِعُ السِّرَّ.. فِـي صَـوْتِ المَــــــوَالِــيـــدِ
حَــتَّى تَـكَـثَّـفَ.. رُوحُ اللَّحْـنِ.. ذَاتَ مَـــسَا
غَــنَّى " سِـدَاتِ " .. بِهِ .. ألْحــــــــانَ دَاوُدِ   
فِي سَامِرِالحَيِّ.. مِنْ وَادِي الرَّشِـيـدِ.. وَسَــا
جَلَتْهُ .. "مُنِّـينَ " .. تَرْدِيــــدًا.. بِتَـــرْديـــــدِ
وأوَّبَتْ.. مَعَهُ.. الطَّيْرُ.. الجِبَـالُ.. عَــــــزيـ
فُ الرِّيحِ..فِي النَّخْلِ..في الودْيَانِ..في البِـيدِ
فَكَـــانَ مِــيـلادُ "دِيـمِي".. لَحْـنَ  مُعْـــــجِزَةٍ
تَخَلَّقَتْ .. مِنْ بَدِيـــعَـــــاتِ الأنَـــــاشِــيـــــدِ

منذ اسْتَهَلَّتْ.. لَـــــدَى المِيلادِ.. هَـلَّ صَدًى
مَا كانَ .. فِي مَسْمَعِ الدُّنْــيا .. بِمَعْـهُــــــودِ
تَلَـفَّـتَتْ .. نَحْوَهُ .. الأفْـــلاكُ .. فِـــي دَهَشٍ
مَسْحُـــورَةً أذْنُهَا .. مَعْطُـــــــــوفَةَ الجِــــيدِ:
مـــا هَـــذِه النَّغْمَةُ .. البِـدْعُ .. التي وُلِـــدَتْ؟
 وتَمْتَمَتْ أنْجُمٌ: يَـــا أُخْتَـــــــنَا .. زِيــــــدِي
أعْطِيتِ.. مِنْ أرْوَعِ النَّـــــايَــــاتِ.. حنْجرَةً
تَهُـزُّ.. مِنْ طَرَبٍ .. صُــمَّ الجَــــــلامِــــــيدِ
غَـنِّي.. نَشِــيد الوُجُــودِ.. الرِّيــــــحُ تَعْـزِفُهُ
 لِلــرُّوحِ.. مِلْءَ التَّسَـــابِــيحِ.. التَّغـــــــاريدِ
قَدْ ظَلَّ.. يَبْحَثُ عَنْ صَـوْتٍ.. سَيَمْـــــنَـحُـهُ
لَحْنَ الخُـلُودِ.. فجُـــودِي.. بالمُنَى.. جُودِي

مَنْ غَيْرُ دِيمِي.. مَقَــــالِــيدَ الغِــنَا .. مَلَكَتْ؟
مَنْ غَيْرُ شِنْقِـيطَ.. خُصَّـتْ بِالمَقَـــالِــــــــيدِ؟
شِنْقِيـطُ.. والشِّعْرُ.. عَــــاشَا .. تَوْأمَـيْ أزَلٍ
وصَوْتُها السِّحْرُ.. تَثْـلِـــــيثٌ.. بِتَـوْحِـــــــيدِ
أسْطُــورَةُ الفَنِّ.. مِلْءَ الـوَاقِعِ .. انْــزَرَعَتْ
فالأرْضُ.. فِي جَنَّةٍ.. والدَّهْــرُ.. فِـي عِـــيدِ
عَاشَتْ.. تَبُثُّ..عَـلَى الأرْوَاحِ .. بَهْجَـــــتَهَا
تُبَلْسِمُ  الجرحَ.. فِي أعْمَــــاقِ مَفْـــــــــؤُودِ
تُعْطِيكَ.. مِنْ رُوحِهَا.. مَعْنًى.. يَطِـيبُ..بِهِ
جَدْبُ الحَيَـــاةِ.. فَتَزْهُـــو .. بالعَـنَــاقِـــــيدِ
يَا مَنْ يُقـايِـضُهَا.. مَــــــالاً.. بِمَـــا وَهَـبَتْ
إسْعَـادُهَا الناسَ.. أقْصَى غَــــايَةَ الجُـــــودِ

هُنَــاكَ.. أنْشُــــودَةُ الدُّنْــــيَا.. بِهَا اكْــتَمَلَتْ
صَوْتًا.. وَصِيتًا.. وهلْ مَوْتٌ بِمَـــــــرْدُودِ؟!  
فَرَفْرَفَتْ.. رُوحُـــهَا.. بَعْـدَ الخُلُــودِ .. هُنَا
تَهْفُـــــــو.. إلَى جَنَّةِ المَــــأْوَى.. لِتَخْلِــيـدِ
كُلُّ القُـلـوبِ.. وَرَاءَ النَّعْـشِ.. هَـــائِــــمَة 
تَزُفُّـهُا.. بِدُعَـــاءٍ.. أوْ بِتَـمْجِـــــــــــــــيـدِ
مَوْجُودُنَا.. مِثْـلَ مَفْـقُـــودٍ.. وَقَدْ رَحَلَـــتْ
فَجْعًا.. بِهَا.. وَهْيَ مَفْـقُــــودٌ.. كَمَوْجُــودِ
شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق