انسحابات بالجملة من حزب تواصل..ماذا بعد ؟

في 12-05-2013 نظم حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية تواصل ذو التوجه الإخواني مهرجانا حاشدا بمقاطعة مقطع لحجار، حضره أغلب قادة الحزب ، و شكل حينها مناسبة سياسية كبيرة ، تناولته وسائل الإعلام بالتحليل و النقاش، و الحديث عن تجمع سياسي هو الأضخم في تاريخ المنطقة، لكن عقد ذلك التجمع ينفرط اليوم ولا يبقي في الحزب غير صاحب المبادرة المحسوب أصلا على الاسلاميين النائب السابق مولاي ول ابراهيم.

يبدو حزب تواصل اليوم في مقاطعة مقطع لحجار عموما ، و  بلدية صنكرافة خصوصا في وضع لا يحسد عليه، فقد تفرق شمل بعض المنضمين عليه، وهجرته إلى مضارب الحزب الحاكم، وهي مضارب تختلف كثيرا عن غيرها، حيث الرفاهية و الأموال مقابل عز منتزع ، أو كرامة منهوبة، كما يقول المعارضون.

بين الانسحاب و الانضمام، حصلت أحداث سياسية كثيرة، شكلت مفترق طرق، وامتحان عصيب على قادة حزب تواصل من جهة، و المنضمين إليه من جهة أخرى، تبدو النتائج المتحصلة في ختام العلاقة بين الاثنين غير مرضية، طبعتها خلافات كثيرة طيلة السنة الفارطة.

وقبل انسحاب مجموعة  بلدية صنكرافة، كانت مجموعة أخرى برئاسة رجل الأعمال السيد محمد الأمين ولد الطالب دحمان قد أعلنت انسحابها من ظلال النخلة ، و مشاركتها في "الجهد التنموي" لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.


تنازل حزب تواصل كثيرا للمجموعة المنضمة إليه ، بهدف استقطابها إلى مرابع "الإصلاح والتنمية"، يقول بعض قدماء الحزب إن الأخير أخطأ حين أهمل مناضليه الأُوَل، و أعطى قدرا من الاهتمام للجدد، فرشح منهم أغلبية في لائحة البلدية، و منح قيادة الحملة لهم.

ويقول أنصار المنضمين إن مثلهم كمثل كل منتسب للحزب، مقتنع بأهدافه، وإنهم أغلبية الجماهير، فهم مستحقون للمكانة التي كانوا فيها، بالإضافة إلى أنهم هم من موّلوا حملتهم بأنفسهم.

قرر تواصل ترشيح السياسي محمد عبد الله ولد ابراهيم (داهي) المحسوب على مجموعة المنضمين الجدد، و طغى المناضلون الجدد على 75% من اللائحة المرشحة، تقاسمتها المجموعات المحلية التي دعمت الحزب.

لم تؤتي مغازلة الحزب الإسلامي للمنضمين بتعيين رجل الأعمال أحمد أبو المعالي ولد منان، و الدكتور محمد المصطفى ولد ابراهيم كعضوين بمجلس شورى الحزب، لم تأتي أكلها كل حين -ولا ذات حين- فقد قرر الجميع حمل الحقائب إلى الحزب الحاكم.

قال الدكتور محمد المصطفى ولد ابراهيم  مساء أمس في مؤتمر صحفي إن دعم المجموعة للحزب الحاكم، ولمرشحه للرئاسبات السيد محمد ولد عبد العزيز جاء نتيجة للوصول إلى قناعة بضرورة دعم الأمن، و الحفاظ عليه، و ضرورة دعم مسيرة العطاء و التنمية التي يقودها ولد عبد العزيز.

قبل سنة من الآن، قال الدكتور إن دعم المجموعة المنسحبة حينها من الحزب الحاكم جاء بعد قناعة مفادها أن نظام "الجنرال محمد ولد عبد العزيز" هو نظام فاسد، يشكل وجوده خطرا على البلاد.

في كلمته الإفتتاحية للمؤتمر الصحفي الداعم للحزب الحاكم،  قال رجل الأعمال أحمد أبو المعالي ولد منان، إن الدعم جاء تتويجا لقناعات مشتركة بضرورة إنجاح الرئيس محمد ولد عبد العزيز في مأمورية ثانية.

نفس الشخص، قال قبل سنة إن وجود النظام في البلاد يشكل خطرا على رجال الأعمال الموريتانيين الساعين إلى خدمة بلادهم، وإنه من الضروري الوقوف في وجهه..فهل تغيرت القناعات أم تغير النظام ؟

تقول بعض المعلومات التي تحصلت عليها مدونة صنكرافة، إن أغلب المنسحبين من حزب تواصل، قد مورست عليه ضغوطا كثيرة لأجل الانسحاب، و تم تهديدهم بمضاعفة الضرائب على تجارتهم و عقاراتهم، و هو ما دفع بهم إلى العودة إلى حظيرة حزب الدولة أملا في إصلاح ما تصدع خلال الأشهر الماضية من علاقات، وحفاظا على رؤوس الأموال المنتشرة في البلاد.

وتقول قراءة أخرى إن الهدف من دعم حزب تواصل بالأصل لم يكن عن قناعة، بقدر ما كان يهدف إلى منافسة الخصوم التقليديين في المنطقة

ومهما يكن من أمر الانسحاب و نتائجه المتوقعة، فإن المواطن العادي المسحوق بالأسعار و نقص المال و الماء و التعليم هو وحده من يدفع ضريبة صراع الكبار.







شاركه على جوجل بلس

عن مدونة صنكرافة

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق